للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يكن لأبي بكر بلاغَة الكُتَّاب المنتسبين، ولا مبالغة فِي النَّحْو، لكنّه كَانَ ذكيًا صاحب بديهة.

ولي الخراج استقلالا، وله ثلاث وعشرون سنة.

وقد وزر أيضا لأبي الجيش خمارويه، فلما قتل أبو الجيش وأجلس في مكانه ابنه هارون بن أبي الجيش استوزر أبا بكر. فلما قتل هارون قدم محمد بن سليمان الكاتب مصر من قبل المكتفي، فأزال دولة الطولونية وخرب ديارهم، وحمل أبا بكر إلى بغداد. ثم إنه وافي مصر مع مؤنس والعساكر في نوبة حباسة، وأمر أَبُو بَكْر ونهي ودبرَّ البلد.

وكان أبو بكر على ما قيل يختم كل يوم وليلة ختمة في المصحف، وقد ملك بمصر من القرى الكبار ما لم يملكه أحد قبله حتى بلغ ارتفاع أملاكه في كل سنة أربعمائة ألف دينار، سوى الخراج.

وكان يقال إنه أنفق في كل حجة حجها مائة ألف دينار.

ذكر هذا كله المسبحي، وذكر عدة قصائد مليحة، مما رثاه بها الشعراء رحمه الله تعالى.

٥٦٤- محمد بن الحافظ عمر بن محمد بن بجير [١] السمرقندي البجيري [٢] .

رحل، وسمع: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البغوي، وإسحاق الدَّبَريّ، وبشر بْن مُوسَى، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وجماعة.

تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.

٥٦٥- محمد بْن معن بن هشام [٣] .


[١] انظر عن (محمد بن الحافظ عمر) في:
الإكمال لابن ماكولا ١/ ١٩٥ وفيه كنيته «أبو الحسن» ، والأنساب ٢/ ٩٠، والمشتبه في أسماء الرجال ١/ ٤٩، وتوضيح المشتبه ١/ ٣٥٧.
[٢] البجيريّ: بضم الباء في أوله وفتح الجيم التي تليها، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والراء المهملة. هذه النسبة إلى الجدّ، وهو «بجير» .
[٣] انظر عن (محمد بن معن) في:
تاريخ بغداد ٣/ ٣١١ رقم ١٤٠٧.