للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالعطش، فلما حصلوا بمكة خرج عليهم الطلحّيون والبكريّون فوضعوا في الحجيج السيف، وأخذوا الركْبَ بما حوى، ولم يحجّ من مصر ولا الشام أحد [١] . وكان حجّاج المغرب خلقًا [٢] ، فرجع معهم خلق من التُّجّار فأَخِذوا، فيقال إنّه أَخِذ لتاجرٍ فيها متاع بنحو مائتي ألف دينار، فإنّا للَّه وإنا إليه راجعون.

وفي آخر العام جاءت القرامطة من البّريّة وتوثّبوا على دمشق فملكوها، وساروا إلى الرملة، فالتقاهم الحسن بن عبد الله الإخشيدي فهزموه، ثم قاتلوا أهل الرملة أشدّ قتال، واستباحوها بعد يومين، ثم إنّ أهلها دافعوا عن نفوسهم بمائة وعشرين ألف دينار، وسبوا من أعمال الرملة عشرة آلاف نسمة، وعزموا على قصْد مصر ليملكوها، فجاء العُبَيْدِيّون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب ومصر والعراق وغير ذلك [٣] .


[١] المنتظم ٧/ ٤٣، شفاء الغرام ٢/ ٣٥١ (بتحقيقنا) .
[٢] في الأصل «وخلق» .
[٣] انظر: الدرة المضيّة ١٢٢.