للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سماحته، ثم خرج إلى الشام فهلك هناك [١] .

وقُطعت خطبة الطائع للَّه وغيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى، إلى أن أعيدت في عاشر رجب، فلم يُخطب في هذه الجمع في البلاد، وذلك لأجل تشغّب [٢] وقع بينه وبين عَضُد الدولة.

[وكان عضد الدولة] [٣] قد قدم العراق فأعجبه مُلُكُها، فعمل عليها، واستمال الجند، فتشغّبوا على عزّ الدولة، فأغلق بابه، وكتب عضد الدولة عن الطائع باستقرار الأمر لعضد الدولة على محمد بن بقية وزير عزّ الدولة، ثم اضطربت الأمور على عَضُد الدولة، ولم يبق بيده غير بغداد، فنفّذ إلى والده ركن الدولة يُعْلِمُهُ أنّه قد خاطر بنفسه وجُنْده، وقد هذّب مملكة العراق واستعاد الطائع إلى داره، وأن عزّ الدولة عاصٍ لا يقيم دولة، فلمّا بلغه غَضِب وقال للرسول: قل له: خرجت في نُصْرة ابن أخي أو في الطمع في مملكته؟ فأفرج عضد الدولة عن عزّ الدولة بختيار، ثم خرج إلى فارس [٤] .

وفيها عُدمت الأقوات حتى أُبيع كرّ الدّقيق بمائة وسبعين [٥] دينارها، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم.

ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخُراسانية [٦] مخاطرة، فلحقتهم شدّة.


[١] راجع هذه الحكاية في تكملة تاريخ الطبري ١/ ٢١٧ والمنتظم ٧/ ٧٥ والإمتاع والمؤانسة ٣/ ٢٦٠ والنجوم ٤/ ١٠٧ و ١٠٨.
[٢] هكذا في الأصل، وفي المنتظم «تشعث» وفي العبر ٢/ ٣٣٢ (شغب) .
[٣] ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم ٧/ ٥٧.
[٤] قارن بالمنتظم ٧/ ٧٥ و ٧٦ والعبر ٢/ ٣٣٢ ودول الإسلام ٢/ ٢٢٥.
[٥] في تكملة تاريخ الطبري ١/ ٢٢١ «بمائة وخمسة وسبعين دينارا» وفي المنتظم ٧/ ٧٦ «بمائة ونيّف وسبعين دينارا» .
[٦] في الأصل «الخراسيين» والتصويب من المنتظم.