للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُوُفّي هذا عن إحدى وتسعين سنة.

أحمد بن الحسين بن علي [١] ، أبو حامد المَرْوَزي، المعروف بابن الطّبري، القاضي الحنفي.

سمع: أبا العبّاس الدَّغُولي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وسمع بنَيْسَابور مكّي بن عَبْدان، وأبا حامد بن الشرفي.

قال الحاكم: أمْلَى ببُخارى وأنا بها، وكان يرجع إلى معرفة بالحديث، تفقّه ببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، وببلْخ على أبي القاسم الصفّار. وكان كبير القدر، متألَّهًا عابدًا صالحًا، عارفًا بمذهب أبي حنيفة.

ورّخه الحاكم في هذه السنة، وسيأتي في سنة سبعٍ وسبعين.

وكان ثَبْتًا في الحديث، بصيرًا بالأثر [٢] له تاريخ مشهور.

أحمد بن محمد الإمام [٣] ، أبو العبّاس الدَّيْبُليّ الشافعي الزّاهد الخيّاط، نزيل مصر.

ذكر أبو العبّاس الفسوي أنّه كان جيّد المعرفة بالمذهب، يقتات من الخياطة، فكان يعمل القميص في جمعة بدرهم وثلث.

وكان حسن العيش واللّباس، طاهر اللسان، سليم القلب، صوّامًا تاليا، كثير النّظر في كتاب «الربيع» مع كتاب «الأمَ» للشافعي. وكان مكاشفًا، ربما يخبر بأشياء فتوجد كما يقول. وكان مقبولا عند الموافق والمخالف، حتى كان أهل المِلَل يتبرّكون بدعائه. مرض فتولّيْتُ خدمته، فشهدت أحوالًا سنيّة، وسمعته يقول: كلْما تَرَى أُعْطِيتُهُ ببركة القرآن والفقه. وقال لي: قيل إنّك تموت ليلة الأحد، وكذا كان. وما كان يصلّي إلّا في الجماعة، فكنت أصلّي


[١] تاريخ بغداد ٤/ ١٠٧، ١٠٨ رقم ١٧٦٥، المنتظم ٧/ ١٣٧ رقم ٢٠٧، الوافي بالوفيات ٦/ ٣٤٧ رقم ٢٨٤٢، الجواهر المضيّة ١/ ١٦١ رقم ١٠٢، الكامل في التاريخ ٩/ ٥١، البداية والنهاية ٣٠٥، تاج التراجم ١٢، الطبقات السنية ١/ ٣٩٢ رقم ١٨٤، كتائب أعلام الأخبار- رقم ١٨١، الفوائد البهية ١٨ وفيه «أحمد بن الحسن» .
[٢] في الأصل «بالامار» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[٣] حسن المحاضرة ١/ ١٦٩.