للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرجل وبكى، وسقط إلى الْأرض، وقَالَ لي: أنت تائب إلى اللَّه، فدخلت عَلَى الشَّيْخ، فَقَالَ: إنّ الرجل قد تاب، فأدخله، فإن اللَّه يقبل المَعْذِرة، فدخل يبكي ويعتذر، فَقَالَ الشَّيْخ: تذكّر خروجك من عند أمّك وهي تبكي، وتمنعك مفارقَتَها، وأنت تَقُولُ، أَنَا أريد زيارة المشايخ، وهي تمنعك، فخرجتَ وهي باكية حزينة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ يَغْزُو «أَلَكَ وَالِدَانِ؟ قَالَ، نَعَمْ، فَارَقْتُهُمَا وَهُمَا يَبْكِيَانِ، قَالَ: «ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» [١] . ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ: عَلَيْكَ بِالرُّجُوعِ مِنْ فَوْرِكَ هَذَا، وَإِلا كُنْتَ مِنَ الْمَطْرُودِينَ مِنْ بَابِ اللَّه، فَرَجَعَ كَمَا أَمَرَهُ، وَمَاتَ الشَّيْخُ بَعْدَ يَوْمٍ.

قَالَ شِيرَوَيْه: تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [٢] بْن سلمة، أَبُو بَكْر الغسّاني الدمشقي النَّحْوِيّ، المعروف بابن شرام.

سَمِعَ: أَبَا الدَّحْداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الخرائطي، وجماعة.

وعنه: أحْمَد الطّيّان، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الربعي، ورشأ بْن نظيف.

تُوُفِّي فِي شعبان.

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حمّاد، أَبُو إِسْحَاق الْأسدي الْأبْهَرِي المالكي.

حدّث بهَمَذَان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر [٣] ، وعُمِّر دهرًا.

قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: فقيه عابد كبير المحلّ. سمع أحمد بن


[١] الحديث صحيح، أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد ٣/ ١٧ باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان (٢٥٢٨) من طريق عطاء بن السائب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال: «ارجع عليهما فأضحكهما كما أبكيتهما» . والنسائي في كتاب البيعة ٧/ ١٤٣ باب البيعة على الهجرة، وابن ماجة في الجهاد، باب الرجل يغزو وله أبوان (٢٧٨٢) ، وأحمد في المسند ٢/ ١٦٠ و ١٦٤ و ١٩٨ و ٢٠٤.
[٢] تهذيب تاريخ دمشق ١/ ٤٤٥.
[٣] في الأصل «ذكرنا وما مهر» .