للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدّث عَنْهُ [١] الصاحبان، وَأَبُو مُحَمَّد بْن دين، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام الحافظ.

وتُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى، عَنْ ستٍّ وستّين سنة.

مُحَمَّد بْن عمروس بْن العاصي [٢] القُرْطُبي، أَبُو عَبْد اللَّه المالكي.

أخذ عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن مُفَرِّج، وحجّ سنة تسعٍ وستّين، وذهب إلى بغداد، فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي الفقيه، وأَبِي الْحَسَن بْن المُظَفَّر، والدار قطنى، وأخذ عَنْ أهل البصْرة، ومصرف القَيْروَان.

رَوَى عنه: أبو عمر بن عبد البَرّ، وأبو عَبْد اللَّه بْن عائذ، وغيرهما.

وتُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.

مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار [٣] بْن النّاصر لدين اللَّه أَبِي المُظَفَّر عبد الرحمن بن محمد الأموي الملقّب بالمهديّ.

توثب عَلَى الأمر بالأندلس، وخلع المؤيد باللَّه هشامًا، وحارب عَبْد الرَّحْمَن بْن الحاجب بْن أَبِي عامر القحطاني شنشول الَّذِي وثب قبله بسنة، وسمى نفسه وليّ العهد، وجعل ابن عمّه مُحَمَّد بْن المُعِزّ حاجبه، وأمر بإثبات كلّ من جاءه فِي الدّيوان، فلم يبق زاهد، ولا جاهل، ولا حَجّام، حتى جاءه، فاجتمع لَهُ نحوٌ من خمسين ألف، وذلّت لَهُ الوزراء والصَّقالبة، وجاءوا وبايعوه، وأمر بنهب دُور بني عامر، وانتهى جميع ما فِي الزَّهْراء من الْأموال والسلاح، حتى قُلِّعت الْأبواب، فيقال: إنَّ الَّذِي وصل إلى خزانة أَبِي [٤] عَبْد الجبّار خمسة آلاف ألف دينار، وخمسمائة ألف دينار، ومن الفضة ألف دِرْهَم، ثم وجد بعد ذَلِكَ خوابي فيها ألف ألف، ومائة ألف دينار، وخُطِب لَهُ بالخلافة بقُرْطُبَة، وتسمّى بالمهديّ، وقُطِعت دعوة المؤَيَّد، وصلّى المهدي الجمعة بالناس، وقُرئ كتابٌ بلعن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عامر الملّقب بشنشول، ثم سار إلى حربه إثْر ذَلِكَ فِي سنة تسعٍ وتسعين، وكان


[١] في الأصل «عن» وهو خطأ.
[٢] الصلة لابن بشكوال ٢/ ٤٨٧، ٤٨٨ رقم ١٠٥٣.
[٣] البيان المغرب ٣/ ٥٠- ١٠٠، الوافي بالوفيات ٥/ ١٦٣- ١٦٦ رقم ٢١٩٤.
[٤] في الأصل «أبو» .