للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٢٨- عطيّة بْن سَعِيد بْن عَبْد الله [١] .

أبو محمد الأندلسيّ.

سَمِعَ من: أَبِي محمد الباجيّ.

ثم رحل وطاف بلاد المشرق سياحةً، وانتظمها سماعًا. وبلغ إلى ما وراء النّهر، ثمّ عاد إلى نَيْسابور فسكنها مدّة عَلَى قدم التوكُّل والزُّهد، ورُزق القَبُول الوافر. وعادَ إليه أصحاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ.

قَالَ الخطيب [٢] : ثمّ قدم بغداد، وحدّث عَنْ زاهر السَّرْخَسيّ، وعليّ بْن الحسين الأَذَنيّ. حدَّثني عَنْهُ أبو الفضل عَبْد العزيز بْن المهديّ وقال: كَانَ زاهدًا لا يضَع جنْبَه، إنّما ينام مُحْتَبِيا.

وقال غيره: ثمّ خرج مِن بغداد إلى مكّة. وكان قد جمع كُتُبًا حملها عَلَى بخاتيّ كثيرة، وليس لَهُ إلا ركْوَة ومُرَقَّعته ووِطاؤُه. وكذلك خرج إلى الحجّ، فكان كلّ يوم يعزم عَليْهِ رجلٌ من الرَّكْب.

قَالَ رفيقه: ما رَأَيْته يحمل من الزّاد شيئًا. وقُرئَ عَليْهِ بمكّة «صحيح الْبُخَارِيّ» ، بروايته عَنْ إسماعيل بْن حاجب صاحب الفِرَبْرِيّ.

وكان عارفًا بأسماء الرّجال. وكان يجوّز السَّماع، فلذلك كانت المغاربة يتحامونه.

وذكره أبو عَمْرو الدّانيّ في «طبقات المقرَّبين» لَهُ فقال: عطيّة بْن سَعِيد القفْصيّ الصُّوفيّ، أخذ القراءة عَنْ جماعة. وعرض بالأندلس على عليّ بْن محمد بْن بِشْر، وبمصر عَلَى عَبْد الله. يعني السّامّريّ. ودخل الشّام، والعراق، وخُراسان، وكتب الكثير من الحديث. وكان ثقة. كتب معنا بمكّة عن أحمد بن


[١] انظر عن (عطيّة بن سعيد) في:
تاريخ بغداد ١٢/ ٣٢٢، ٣٢٣ رقم ٦٧٦٦، وجذوة المقتبس ٣١٩- ٣٢٢ رقم ٧٤١، والصلة لابن بشكوال ٢/ ٤٤٧- ٤٤٩ رقم ٩٦٣، وبغية الملتمس للضبيّ ٤٣٣- ٤٣٥ رقم ١٢٦٠، وسير أعلام النبلاء ١٧/ ٤١٢- ٤١٤ رقم ٢٧١، وتذكرة الحفاظ ٣/ ١٠٨٨، ١٠٨٩، وطبقات الحفاظ ٤٢١، ٤٢٢، ومعجم طبقات الحفاظ ١٢٨.
[٢] في تاريخه ١٢/ ٣٢٢، ٣٢٣.