للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصر ذَهَبًا وخِلَعًا، فقبِل ذَلِكَ أميرُ الرّكْب.

وساروا إلى بغداد، فتألّم القادر وهَمَّ بالأقساسيّ، وسبّ صاحب مصر وطعن في نَسَبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثمّ أُحرِقت الخِلَع بباب النّوبيّ [١] .


[١] المنتظم ٨/ ١٦ وهو ذكر القسم الأول من الخبر في حوادث سنة ٤١٤ هـ. والقسم الثاني في حوادث سنة ٤١٥ هـ.
أما ابن الأثير فيذكر الخبر- مع اختلاف يسير- في حوادث سنة ٤١٥ هـ. (انظر: الكامل في التاريخ ٩/ ٣٤٠) ، والبداية والنهاية ١٢/ ١٦، والنجوم الزاهرة ٤/ ٢٥١.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- هذا الخبر في أول حوادث السنة التالية ٤١٥ هـ.
وقد ذكر «المقريزي» هذا الخبر في حوادث سنة ٤١٥ هـ. مع أنّه أرّخه بسنة ٤١٤ هـ. فقال: «ثم حجّوا بعد ذلك في سنة أربع عشرة، ومنهم أبو علي الحسن بن محمد المعروف بحسنك صاحب عين الدولة (كذا) والخصيص به، وفي مهمّته ما يدفع إلى العرب في طريق مكة وغيرها من رسومهم، فدفع كل من استضعفه، ووعد من قوي جانبه وخيفت أذيّته بإزاحة علّتهم عند مرجعه، واحتجّ عليهم بالوقت وضيقه وخيفة الفوت، فأخّروا مطالبته. فلما قضي الحج وعاد بمن معه إلى المدينة النبويّة اجتمع هو وأبو الحسن محمد بن الحسن الأقساسي العلويّ، أمير الحاج البغدادي وعدّة من وجوه الناس للنظر في أمر العرب، فاستقرّ رأيهم على السير إلى الرملة من وادي القرى والمضيّ على الشام إلى بغداد. فساروا إلى الرملة، وقدم الخبر بقدومهم إليها على الظاهر في ثاني عشر صفر، وقالوا إنهم في ستين ألف جمل ومائتي ألف إنسان- بكتاب بعث به إليه الأقساسي يستأذنه فيه على عبور بلاد الشام، فسرّ بذلك وكتب إلى جميع ولاة الشام بتلقّيهم وإنزالهم، وإكرام مقدمهم، وعمارة البلاد لهم بالطعام والعلف، وإطلاق الصّلات للفقهاء والقرّاء وإقامة الأنزال الكثيرة لحسنّك، صاحب عين الدولة (كذا) ، والتناهي في إكرامه. وتقدّم إلى مقدّمي عساكر الشام بحفظهم والمسير في صحبتهم، وأن يتسلّمهم صالح بن مرداس من دمشق ويوصلهم الرحبة، ويدفع إلى الأقساسي ألف دينار وعدّة كثيرة من الثياب، وإلى حسنّك مثل ذلك، وقيد إليه فرس بمركب ذهب، فساروا من الرملة موقورين مجبورين شاكرين حتى وصلوا إلى بغداد، وعرّج حسنّك عنها خوفا من الإنكار عليه.
فاشتدّ ما فعله الظاهر على الخليفة القادر باللَّه، وأنكر عودتهم على الشام، وصرف الأقساسي عما كان إليه وقبضه، وأنكر على حسنّك، وكتب فيه إلى عين الدولة (كذا) ، واستدعى منه الفرس والقماش والخلع الواصلة إلى حسنّك لتحرق ببغداد، فبعث بها في جمادى الآخرة سنة ست عشرة، فأحرقت بمحضر من الناس وسبك الذهب وفرّق على الفقراء. وغنم الظاهر حسن الثناء عليه من حاجّ خراسان وما وراء النهر، لما كان من إحسانه إليهم وزيارتهم بيت المقدس» . (اتعاظ الحنفا ٢/ ١٣٧- ١٣٩) .
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عيد السلام تدمري» :
لقد وقع في: اتّعاظ الحنفا- بتحقيق الدكتور محمد حلمي محمد أحمد-: «عين الدولة» في أكثر من موضع، وهذا غلط، والصواب: «يمين الدولة» ، وهو: محمود بن سبكتكين، فليصحّح.