وقد فرّق المؤلّف- رحمه الله- هنا أيضا بين الاثنين وأكّد على أنّ سميّه الثاني توفي سنة ٤٢٤ هـ. أمّا في «سير أعلام النبلاء» فقد خلط بين الاثنين، وجعل شيوخ هذا مع شيوخ ذاك، وكناه أولا بأبي بكر، ثم عاد وقال في آخر الترجمة: «يكنّى أيضا بأبي جعفر» . ثم أرّخ وفاته بسنة ٤٢٤ هـ. وفي العودة إلى «تاريخ بغداد» لا نجد سوى ترجمة واحدة لمن يعرف بالأردستانيّ في الجزء الأول، ص ٤١٧ رقم الترجمة ٤١٩، وهذا نصّها: «محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر الأردستاني ساكن أصبهان. كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة، ويحجّ ماشيا، وحدّث ببغداد عن أبي الحسين أحمد بن محمد الخفّاف النيسابورىّ، وأحمد بن عبدان الشيرازي، وأبي الحسن الدارقطنيّ، وغيرهم من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث. حدّثني أبو بكر الأردستاني بلفظه وبقراءتي عليه قال: أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد الخفّاف بنيسابور ... (وساق حديثا بسنده، ثم قال) : بلغنا أن أبا بكر الأردستاني مات بهمذان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة» . وقد اختصر «ابن الجوزي» في «المنتظم» ج ٨/ ٩٠ رقم ١٠٤ ما جاء في تاريخ بغداد، في وفيات سنة ٤٢٧ هـ. ولم يذكر ترجمة أخرى. وقد أفرد المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ترجمة في وفيات سنة ٤٢٤ هـ. بكتابه «العبر» ج ٣/ ١٥٥ فقال: «وأبو بكر الأردستاني، محمد بن إبراهيم، الحافظ العبد الصالح، روى صحيح البخاري عن إسماعيل بن حاجب، وروى عن أبي حفص بن شاهين، وهذه الطبقة» . وقد نقل «ابن العماد الحنبلي» هذه الترجمة عن «العبر» في «شذرات الذهب» ج ٣/ ٢٢٧ في وفيات سنة ٤٢٤ هـ. ومثله فعل «ابن تغري بردي» في «النجوم الزاهرة» ج ٤/ ٢٧٩ مع اختلاف يسير في الترجمة، فقال: «وفيها توفي أبو بكر بن محمد بن إبراهيم الأردستانيّ، كان إماما زاهدا فاضلا معدودا من كبار المشايخ، وله كرامات وأحوال» . أما في «سير أعلام النبلاء» فقد طوّل المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ترجمة الأردستاني، وأكّد أيضا على وفاته في سنة ٤٢٤ هـ. فقال: «الإمام الحافظ الجوّال، الصالح العابد، أبو بكر، محمد بن إبراهيم بن أحمد الأردستاني. سمع من عدد كثير، وحدّث عن: أبي الشيخ، وأبي بكر بن المقرئ، ويوسف القوّاس، وعمر بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، والقاسم بن علقمة الأبهري، وإسماعيل بن حاجب الكشاني. وحدّث عنه ب «الصحيح» ولقي بعكّا أبا زرعة المقرئ، وتلا على جماعة. روى عنه: محمد بن عثمان القومساني، وابن ممان، وظفر بن هبة الله، وغيرهم من الهمذانيين. وروى عنه أبو نصر الشيرازي المقرئ، والبيهقي في كتبه، ووصفه بالحفظ. قال شيرويه: كان ثقة، يحسن هذا الشأن، سمعت عدّة يقولون: ما من رجل له حاجة من أمر