للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وكان جدُّهم يُلَقب بالمغربيّ لكونه كَانَ كاتبًا عَلَى ديوان المغرب [١] ، وأصله بصْريّ. قصد أبو القاسم: فَخْرَ المُلْك أبا غالب [٢] ، وتوصَّل إلي أن وَزَرَ سنة أربع عشرة. وكان بليغًا مفَّوهًا مترسّلًا، يتوقَّد ذكاءً.

ومن شِعْره:

تأمَّل مَنْ أهواهُ صُفْرةَ خاتمي ... فقال: حبيبي [٣] ، لِمْ تَجنَّبتَ أحمَره؟

فقلت لَهُ: مِن أحمرٍ كَانَ لونُهُ [٤] ... ولكْن سَقَامي حلَّ فيه فغيّره [٥] .

وقد ساق ابن خلّكان [٦] نَسَبَه إلى بِهرام جور، وقال [٧] : له ديوان شعر، و «مختصر إصلاح المنطق» ، وكتاب «الإيناس» [٨] .

ومولده سنة سبعين وثلاثمائة.

وحفظ كُتُبًا في اللُّغة والنَّحْو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت مِن الشّعر. وبرع في الحساب. وحصَّل ذَلِكَ وله أربع عشرة سنة.

وكان مِن دّهاة العالم. هرب من الحاكم فأفسد نيّات صاحب الرّملة


[١] قال ابن خلّكان: «ورأيت في بعض المجاميع أنه لم يكن مغربيّا، وإنما أحد أجداده، وهو أبو الحسن علي بن محمد كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد، وكان يقال له: المغربي، فأطلق عليهم هذه النسبة، ولقد رأيت خلقا كثيرا يقولون هذه المقالة. ثم بعد ذلك نظرت في كتابه الّذي سمّاه «أدب الخواصّ» فوجدت في أوله: «وقد قال المتنبّي وإخواننا المغاربة يسمّونه المتنبه، فأحسنوا» .
أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرّهم وأتيناه على الهرم
فهذا يدلّ على أنه مغربيّ حقيقة لا كما قالوه، والله أعلم» . (وفيات الأعيان ٢/ ١٧٧) .
[٢] معجم الأدباء ١٠/ ٨١.
[٣] في: معجم الأدباء: «فقال بلطف» .
[٤] في: معجم الأدباء: «فقلت: لعمري كان أحمر لونه» ، وفي: تهذيب تاريخ دمشق: «فقلت له:
في أحمر كان لونه» .
[٥] البيتان في: معجم الأدباء ١٠/ ٨٩، وتهذيب تاريخ دمشق ٤/ ٣١٣، وأعيان الشيعة ٦/ ١١٥.
[٦] في: وفيات الأعيان ٢/ ١٧٢ فقال: «أبو القاسم الحسين بن عليّ بن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذان بن ساسان بن الحرون بن بلاش بن جاماس بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور» .
[٧] في: وفيات الأعيان ٢/ ١٧٢.
[٨] زاد ابن خلّكان: «وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة ويدلّ على كثرة اطّلاعه» وكتاب «أدب الخواص» وكتاب «المأثور في ملح الخدور» وغير ذلك.