للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ من الله شيئا، غير أنّ لكم رجما سَأَبُلُّهَا بِبِلالِهَا [١] » . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [٢] عَنْ قُتَيْبَةَ [٣] وَزُهَيْرٌ [٤] عَنْ جَرِيرٍ، وَاتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ قَبِيصَةَ [٥] بْنِ الْمُخَارِقِ، وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قالا: لمّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢٦: ٢١٤ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ [٦] مِنْ جَبَلٍ، فَعَلَاهَا [٧] ثُمَّ نَادَى: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنِّي نَذِيرٌ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَرَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ [٨] ، فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ فَهَتَفَ: «يَا صَبَاحَاهُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [٩] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [١٠] ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بن الحارث بن نوفل، واستكتمني اسمه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢٦: ٢١٤ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَرَفْتُ أَنِّي إِنْ بَادَأْتُ قَوْمِي رَأَيْتُ مِنْهُمْ مَا أَكْرَهُ، فَصَمَتُّ عَلَيْهَا، فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يا محمد


[١] أي أصلكم في الدنيا. وفي شرح صحيح مسلّم للنووي: (ببلاها: ضبطناه بفتح الباء الثانية وكسرها، وهما وجهان مشهوران) .
[٢] رقم (٢٠٤) كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢٦: ٢١٤.
[٣] هو قتيبة بن سعد.
[٤] هو زهير بن حرب.
[٥] بفتح القاف.
[٦] الرضمة دون الهضبة، وقيل: صخور بعضها على بعض.
[٧] في صحيح مسلّم «فعلا أعلاها حجرا» .
[٨] أي يحفظهم من عدوّهم، والاسم: الربيئة، وهو العين والطليعة الّذي ينظر للقوم لئلّا يدهمهم العدوّ، ولا يكون في الغالب إلّا على جبل أو شرف أو شيء مرتفع لينظر إلى بعد.
[٩] رقم ٢٠٧ كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢٦: ٢١٤.
[١٠] السير والمغازي ١٤٥.