وقال أيضا: «دفن بمقبرة ابن عباس، وشهده الخليفة هشام بن محمد شانئه كالشامت بتقديمه إيّاه، يبدو السرور في وجهه، وقلّ متاعه بالحياة بعده، وصلّى عليه القاضي يونس بن عبد الله، وكان الجمع في جنازته كثيرا، والحزن لفقده شديدا. وكانت علّته من قرحة طلعت بين كتفيه قضى نحبه منها، فلم يأت بعده مثله في الكمال لمعاني القضاء» . (الصلة ٢/ ٣٢٨) . [٢] وقال الحميدي: «فقيه عالم أديب، ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأثنى عليه. وهو الّذي خاطبه أبو محمد بالقصيدة البائية التي يفخر فيها بنفسه وعلومه، وفيها: ولو أنني خاطبت في الناس جاهلا ... لقيل دعا ولا يقوم لها صلب ولكنني خاطبت أعلم من مشى ... ومن كل علم فهو فيه لنا حسب وناهيك بمثل هذا الوصف فيه من مثل أبي محمد» . (جذوة المقتبس ٢٧٠) وقال القاضي عياض: «وكان أبو المطرّف هذا من أجلّ علماء وقته علما وعقلا وفقها، وسمتا وعفّة وهديا ... قال ابن حيّان: لم يكن في وقته بقرطبة مثله حفظا للفقه، وحذقا بالحكم، وبصرا بالشروط، ومشاركة في الأدب، مع العفّة والصيانة، وبعد الهمّة. وكان شديد التعسّف على الفقهاء والتقويم لميلهم. فلما ولي المعتمد اجتمعوا عليه وطلبوه حتى عزله. وولّى مسرّة ابن الصّفّار، وعهد إليه بالتزام داره، وسدّ بابه، فأدركه خمول كثير ثم أبيح له الخروج، فمات بقرب ذلك. وقال ابن حيّان في موضع آخر: كان علما فطنا. وكان من الفقه والعلم بالشروط بمحلّ كبير. أخذ عن أبيه، وبه تفقّه أبو عبد الله بن عتّاب، ركب بين يديه، وكان يفخر ابن عتاب بذلك ويثنى عليه» . (ترتيب المدارك ٤/ ٧٣٦) . [٣] لم أقف على مصدر ترجمته. [٤] السّرخسيّ: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس، وهو