كتاب تاريخ الإسلام - ت تدمري

سنة ست وعشرين وأربعمائة - حرف العين - ج: 29 - ص: 177

روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان صدوقًا [١] .

٢٠١- عبد الله بن سعيد بن عبد الله [٢] .

أبو محمد بن الشّقّاق [٣] القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ.

كبير المُفْتِين بقُرْطُبة.

رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قاسم القَلَعِيّ [٤] ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي [٥] ، وأبي محمد الأصيليّ [٦] .

قال أبو عُمَر بن مَهْديّ: كان فقيهًا جليلًا، أحفظ أهل عصره للمسائل وأعرفهم بعقْد الوثائق. وحاز الرّئاسة بقُرْطُبة في الشُّورى والفُتْيَا. وولي قضاء الرّدِّ [٧] والوزارة، وكان يقرئ الناس بالقراءات، ويضْبطها ضبطًا عجيبًا. أخبرني أنّه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النُّعْمَان المقرئ. وبدأ بالإقراء ابن ثمان عشرة سنة. وكان بصيرا بالحساب والنّحو [٨] وغير ذلك [٩] .

---

[١] وأضاف: «روى شيئا يسيرا» .
[٢] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكول ١/ ٢٦٦، ٢٦٧ رقم ٥٨٧، وبغية الملتمس للضبيّ ٣٤٥ رقم ٩٢٦، والإعلام بوفيات الأعلام ١٧٨، والعبر ٣/ ١٥٩، ١٦٠، ومرآة الجنان ٣/ ٤٥، والديباج المذهب ١٣٩، ١٤٠، وغاية النهاية ١/ ٤٢٠ رقم ١٧٧٨، وشذرات الذهب ٣/ ٢٣٠، وشجرة النور الزكية ١١٣ رقم ٣٠٤.
[٣] الشّقّاق: بفتح الشين المعجمة، والألف بين القافين، أولاهما مشدّدة، هذه اللفظة لمن يشقّ الخشب. (الأنساب ٧/ ٣٥٩) .
[٤] القلعي: بفتح القاف واللام وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بلدة يقال لها: قلعة.
(الأنساب ١٠/ ٢١٧) .
[٥] هكذا ضبط في بعض المصادر بضم الميم في أوله. ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[٦] الأصيليّ: ياء ساكنة، ولام. نسبة إلى بلد بالأندلس. قال سعد الخير: ربما كان من أعمال طليطلة. وقال أبو عبيد البكري في كتابه «المسالك» عند ذكره بلاد البربر بالعدوة بالبرّ الأعظم:
ومدينة أصيلة أول مدينة العدوة مما يلي الغرب، وهي في سهلة من الأرض حولها رواب لطاف والبحر بغربيّها وجنوبيّها.. وهي بغربي طنجة. (معجم البلدان ١/ ٢١٢ و ٢١٣) ويقال: أصيلة وأزيلة (بالزاي) ، وتكتب أيضا: أصيلا أو أزيلا. (انظر: الاستبصار ١٣٩، والبكري ١١١، والروس المعطار ٤٢) وكلّهم ذكروا منها: أبا محمد الأصيلي هذا.
[٧] في: الصلة: «وولي قضاء الكور والرد بقرطبة والوزارة» .
[٨] في الصلة: «بالحساب والفرض والنحو» .
[٩] زاد في الصلة: «مقدّما في ذلك أجمع، إلّا أنّ الفقه والفتيا فيه وعقد الوثائق كان أغلب عليه»