للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجهه. وصَحِب الصّالحين، وما رأيتُ أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم. صنّف كتاب «المنقطعين إلى الله» ، وكتاب «التّسليّ عن الدّنيا» ، وكتاب «فضل المتهجّدين» ، وكتاب «التّسبّب والتّيسير» [١] ، وكتاب «محبّة الله والابتهاج بها» ، وكتاب «فضل المستصرخين باللَّه عند نزول البلاء» [٢] .

روى عنه: مكّيّ بن أبي طالب القيسيّ، وأبو عبد الله بن عائد، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عَمْر بن عبد البَرّ، ومحمد بن عتّاب، وأبو عمر بن الحذّاء، وأبو محمد بن حزْم، وأبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجيّ، وأبو عبد الله الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، ومحمد بن فرج مولى ابن الطّلّاع، وخلْق سواهم.

ودُفِنَ يوم الجمعة العصر لليلتين بقيتا من رجب، وشيّعه خلق عظيم.

وكان وقت دفنه غيث وابل [٣] رحمه الله.

ومن شِعره:

فررتُ إليكَ من ظُلمي لنفسي ... وأوحَشَني العِبادُ فأنتَ أُنْسي

رِضاكَ هو المُنى، وبكَ [٤] افتخارِي ... وذِكْرُكَ في الدُّجَى قَمَري وشمسي

قصدتُ إليكَ منقطِعًا غريبًا ... لتُؤْنِسَ وحْدَتي في قَعْر رمسي

وللعُظْمى من الحاجات عندي ... قصدت وأنت تعلم سرّ نفسي [٥]


[١] في (ترتيب المدارك ٤/ ٧٤١) : «التسبيب والتقريب» .
[٢] الصلة ٢/ ٦٨٥، ومن مؤلّفاته الأخرى: «الموعب في تفسير الموطّأ» ، وكتاب «المنقطعين إلى الله عزّ وجلّ» ، وكتاب «فضائل الأنصار» ، وكتاب «التسلّي عن حبّ المدينة» ، و «تكملة كتاب العبادة» ، وكتاب «الموجز الكافي ودعاء الصالحين» ، وكتاب «المراقب والمحاضر» ، وكتاب «المعمرين» ، وكتاب «الحكايات» ، وكتاب «فضائل السّير في الزهد» (ترتيب المدارك ٤/ ٧٤١) .
[٣] الصلة ٢/ ٦٨٦.
[٤] في (الجذوة) : «وبه» ، والمثبت يتفق مع (بغية الملتمس) .
[٥] الأبيات في: جذوة المقتبس ٣٨٥، وبغية الملتمس ٥١٣.
وقال القاضي عياض في ترجمته: كان أولا يتولّى بني أميّة، فلما انقرضت دولتهم انتمى في الأمصار ... قال محمد بن عبد الله الخولانيّ: كان رجلا صالحا قديم الخير والطلب مع الأدب، مقدّما في الفقهاء والأدباء، مشاركا في كل فنّ، قدّمه ابن زرب للشورى، وسمع منه الناس ... قال ابن حيّان: كان يونس من أكابر أصحاب ابن زرب، المقدمين في بسط العلم وسعة الرواية وجودة الخطابة، وبراعة الشعر. أخر الخطباء المعدودين، وأسند من بقي من المحدّثين، وأوسعهم جمعا وأعلاهم سندا، وكان خاتمة قضاة بني أميّة في الفتنة، وتولى