للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال يحيى بن مَنْدَهْ الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيزي النَّخْشَبيّ يقول: لم يسمع أبو نُعَيْم «مُسْنَد الحارث بن أبي أُسَامة» بتمامه من أبي بكر بن خلّاد، فحدَّث به كله [١] .

قال الحافظ ابن النّجّار: وَهِم في هذا، فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة، وعليها خطّ أبي نُعَيْم يقول: سمع منّي فلان إلى آخر سماعي من هذا المُسْنَد من ابن خلّاد، فلعلّه روى الباقي بالإجازة، والله أعلم.

لو رَجَمَ النَّجْمَ جميعُ الوَرَى ... لم يصِل الرَّجْمُ إلى النَّجْم [٢]

تُوُفّي أبو نُعَيْم، رحمه الله، في العشرين من المحرَّم سنة ثلاثين، وله أربعٌ وتسعون سنة.

٣٢٩- أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصْبَغ البَيّانيّ [٣] .

أبو عَمْرو القُرْطُبيّ.

روى عن أبيه قاسم بن محمد عن جدّه قاسم بن أصْبَغ جميع ما رواه.

حدّث عنه: أبو محمد بن حزْم، والطّبْنيّ.

وكان عفيفًا طاهرًا، شديد الانقباض [٤] .

أصابه فالج قبل موته [٥] .


[١] المنتظم ٨/ ١٠٠ (١٥/ ٢٦٨) .
[٢] تذكرة الحفاظ ٣/ ١٠٩٦، ١٠٩٧، سير أعلام النبلاء ١٧/ ٤٦٢، الوافي بالوفيات ٧/ ٨٣، ٨٤، وزاد المؤلّف- رحمه الله- في: السّير:
«قد كان أبو عبد الله بن مندة يقذع في المقال في أبي نعيم لمكان الاعتقاد المتنازع فيه بين الحنابلة وأصحاب أبي الحسن، ونال أبو نعيم أيضا من أبي عبد الله في تاريخه، وقد عرف وهن كلام، الأقران المتنافسين بعضهم في بعض. نسأل الله السماح. وقد نقل الحافظان: ابن خليل والضياء جملة صالحة إلى الشام من تواليف أبي نعيم ورواياته، أخذها عنهما شيوخنا، وعند شيخنا أبي الحجّاج من ذلك شيء كثير بالإجازة العالية كالحلية، والمستدرك على صحيح مسلم» .
[٣] انظر عن (أحمد بن قاسم) في:
جذوة المقتبس للحميدي ١٤٢، ١٤٣، رقم ٢٤٣، والصلة لابن بشكوال ١/ ٤٧، ٤٨، رقم ٩٨، وبغية الملتمس للضبيّ ٢٠ رقم ٤٦١.
[٤] الصلة ١/ ٤٨.
[٥] قال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: أنشدني أبو عمرو البيّاني:
إذا القرشيّ لم يشبه قريشا ... بفعلهم الّذي بذّ الفعالا