للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الحزّم، رئيس قُرْطُبة وأميرها وصاحبها.

جعل نفسَه ممسِكًا للأمر إلى أن يتهيَّأْ مَن يصْلُح للخلافة.

روى عن: عبّاس بن أَصْبَغ، والقاضي أبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن القاسم، وجماعة.

وآل الأمر إلى أن صار مدبّر أمر قُرْطُبة، وانفرد برئاسة المصر إلى أن تُوُفّي في المحرّم.

ودُفِن بداره، وصلّى عليه ابنه أَبُو الوليد محمد بن جَهْور القائم بالأمر بعده.

عاش إحدى وسبعين سنة.

روى عنه: أبو عبد الله محمد بن عَتَّاب، وغيره.

وكان أبو الحزْم من وزراء الدّولة العامريّة، ومِن دُهاة العالم وعُقلائهم ورؤسائهم. لم يزل متصوِّنًا حتّى خلا له الجو، فانتهز الفرصة ووثب على قُرْطُبة. ولم ينتقل إلى رُتْبَة الإمارة ظاهرًا بل حفظ لغيره الاسم واستقلّ بالأمر، ولم يتحوّل من داره [١] . وجعل ارتفاع الأموال بأيدي رجالٍ وديعة، وصيَّر أهلَ الأسواق جُنْدًا، ورزقهم من أموالٍ تكون بأيديهم مضاربة، وفرّق عليهم السّلاح [٢] .


[ () ] جمهرة أنساب العرب لابن حزم ٩٣، وجذوة المقتبس للحميدي ٢٨، ٢٩ و ١٨٨، ومطمح الأنفس ١٦، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الأول، المجلّد الثاني ٦٠٥، والصلة لابن بشكوال ١/ ١٣١، وبغية الملتمس للضبيّ ٣٤، ٣٥ و ٢٦٠، والكامل في التاريخ ٩/ ٢٨٤، ٢٨٥، والحلّة السيراء لابن الأبّار ٢/ ٣٠- ٣٤ رقم ١١٧، والمغرب في حليّ المغرب ١/ ٥٦، والبيان المغرب لابن عذاري ٣/ ١٨٥، ودول الإسلام ١/ ٢٥٧، والعبر ٣/ ١٨٣، وسير أعلام النبلاء ١٧/ ١٣٩، ١٤٠ رقم ٨٣، والإعلام بوفيات الأعلام ١٨١، ومرآة الجنان ٣/ ٥٥ وفيه: «جمهور بن محمد بن جمهور» ، وتاريخ ابن خلدون ٤/ ١٥٩، ومآثر الإنافة ١/ ٣٥٣، وشذرات الذهب ٣/ ٢٥٥.
[١] الحلّة السيراء ٢/ ٣٠، ٣١.
[٢] وقال الحميدي، ونقل عنه ابن الأبار: «وصيّر أهل الأسواق جندا، وجعل أرزاقهم رءوس أموال تكون بأيديهم محصاة عليهم، يأخذون ربحها فقط ورءوس الأموال باقية محفوظة، يؤخذون بها ويراعون في الوقت بعد الوقت كيف حفظهم لها وفرّق السلاح عليهم، وأمرهم بتفريقه في الدكاكين وفي البيوت، حتى إذا دهم أمر في ليل أو نهار كان سرح كل واحد معه» . (جذوة المقتبس ٢٨، ٢٩، الحلّة السيراء ٢٢/ ٣٢، ٣٣، الذخيرة ق ١/ مجلّد ٢/ ٦٠٣، الكامل في التاريخ ٩/ ٢٨٥) .