للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعفر السّّراج، والمبارك بن الطيوريّ، وسعد اللَّه بن صاعد الرّحبي، وآخرون.

قال: وُلِدت في سنة ستّ أو سبع وسبعين وثلاثمائة.

قال الخطيب [١] : وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كُتُبًا له، وأحسنهم معرِفةً به. لم يَقدِم علينا أفهم منه لعلم الحديث. وكان دقيق الخطّ، صحيح النقل حدّثني أنّه كان يكتب في الوجهة من ثُمْن الكاغد الخُراسانيّ ثمانين سطْرًا. وكان مع كثرة طلبه ضعيف المذهب فيما يسمعه. ربّما كرّر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرَّات. وكان- رحمه اللَّه- يسرد الصَّوم لَا يُفطِر إِلَّا في الْأعياد.

وذكر لي أن عبد الغنيّ كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرّح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدَّثني الورد بن عليّ [٢] .

قال الخطيب [٣] : وكان صدوقًا، كتب عنّي وكتبت عنه، ولم يزل في بغداد حتّى توفّي بها في جمادى الْآخرة، وقد نيّف على السِّتين.

وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: الصوريُّ أحفظ من رأيناه [٤] وقال: غيث بن عليّ الْأرمنازيّ: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما


[١] في تاريخ بغداد ٣/ ١٠٣.
[٢] وقال ابن السمعاني: إنّ أبا بكر الخطيب البغداديّ كان إذا روى عنه قال في بعض الأوقات: «أبو محمد بن أبي الحسن الساحلي» . (الأنساب ٨/ ١٠٦) .
ويقول خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» محقّق هذا الكتاب: لقد فرّق الأستاذ الفاضل الدكتور أكرم ضياء العمري بين: «ابن أبي الحسن الساحلي» و «محمد بن علي الصوري» فاعتبرهما اثنين. وهما واحد كما أكّد ابن السمعاني. (انظر: كتاب موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٤٦٥ و ٤٨٧ و ٥١٩ و ٥٢٢) .
ومن جهة أخرى فقد ذكره ابن العماد الحنبلي مرّتين في «شذرات الذهب» ، الأولى باسم:
«محمد بْن علي بْن عَبْد اللَّه بْن محمد، أبو عبد الله الصوري» ، والثانية باسم: «أبي عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن رحيم الساحلي» ، ولا شك في أنه اعتبرهما اثنين، وهما واحد، وذكر ترجمتهما في وفيات سنة ٤٤١ هـ. ووضع ترجمة موحّدة بالنّصّ في الموضعين. (شذرات الذهب ٣/ ٢٦٧) .
[٣] في تاريخه ٣/ ١٠٣.
[٤] تاريخ بغداد ٣/ ١٠٣.