قالت: فنعم! إذا، فاشتري أدما وطعاما واشتري بعيرين وغلامين يمتاران عليهما حوائجهم وفرّقها في المساكين وأهل الحاجة، قال: فما لبث إلّا يسيرا حتى قالت له امرأته إنّه نفذ كذا وكذا فلو أتيت ذلك الرجل فأخذت لنا من الربح فاشتريت لنا مكانه، قال: فسكت عنها، قال: ثم عاودته، قال: فسكت عنها حتى آذته ولم يكن يدخل بيته إلّا من ليل إلى ليل، قال: وكان رجل من أهل بيته ممن يدخل بدخول، فقال لها: ما تصنعين إنّك قد آذيتيه وإنّه قد تصدّق بذلك المال، قال: فبكت أسفا على ذلك المال، ثم إنّه دخل عليها يوما فقال: على رسلك، إنّه كان لي أصحاب فارقوني منذ قريب ما أحبّ أنّي صددت عنهم وأنّ لي الدنيا وما فيها، ولو أنّ خيرة من خيرات الحسان اطّلعت من السماء لأضاءت لأهل الأرض ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر ولنصيف تكسى خير من الدنيا وما فيها. فلأنت أحرى في نفسي أن أدعك لهنّ من أن أدعهنّ لك، قال: فسمحت ورضيت. وانظر: صفة الصفوة ١/ ٦٦٢، ٦٦٣ والنصيف الخمار. وانظر: تهذيب تاريخ دمشق ١/ ١٤٧. [٢] حلية الأولياء ١/ ٢٤٧، صفة الصفوة ١/ ٦٦٠، ٦٦١، تهذيب تاريخ دمشق ٦/ ١٤٧، الإصابة ٢/ ٤٩.