قال الكيا شيرويه في «تاريخ همدان» : كان الخليل حافظا فريد عصره في الفهم، والّذي روى عنه الإمام أبو بكر بن لال حكاية في «معجم شيوخه» ، وسمع هو من ابن لال الكثير. وقال الخليل في الإرشاد» عند ذكر الحاكم أبي عبد الله الحافظ: سألني الحاكم في اليوم الثاني من دخولي عليه وكان يقرأ عليه في فوائد العراقيين: سفيان الثوري، عن أبي سلمة، عن الزهري، عن سهل بن سعد، حديث الاستيذان، فقال لي: من أبو سلمة هذا؟ فقلت في الوقت: قد أمهلتك أسبوعا حتى تتفكر منه، فمن الليلة تفكّرت في أصحاب الزهري، فلما انتهيت إلى أهل الجزيرة من أصحابه تذكّرت محمد بن أبي حفصة وكنيته أبو سلمة، ولما أصبحت حضرت مجلسه ولم أذكر شيئا وقرأت عليه مما انتخبت قريبا من مائة حديث، فقال لي: هل تفكرت فيما جرى؟ فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة، فتعجّب، وقال: لعلّك نظرت في حديث سفيان لأبي عمرو البحيري، فقلت: والله ما رأيته فتحيّر وأثنى عليّ. وفي «معجم شيوخه» ما يطلع على كثرة شيوخه. (التدوين ٢/ ٥٠١، ٥٠٢) .