للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشّافعيّ جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحدٍ منهم، ولم يُسبق إلى ما قاله.

ومن أشعاره:

هل الدَّهر إِلَّا ما عرفْنَا [١] وأدركْنا ... فجائِعُهُ تَبْقَى ولذّاته تَفْنَى [٢]

إذا أَمْكَنَتْ فيه مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تَوَلَّت كَمَرِّ الطَّرْفِ واستَخْلَفَتْ حُزْنَا

إلى تبعاتٍ في المَعَادِ وموقفٍ ... نودُّ لَدَيْهِ أنَّنَا لم نَكُنْ كُنَّا

حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسْرةٍ ... وفاز الّذي كُنّا نَلَذُّ بِهِ عَنا [٣]

حنَيِنٌ لما ولّى وشُغْلٌ بما أتى ... وَهَمٌ لِما نَخْشَى [٤] فعيشك لا يَهْنَا [٥]

كأنَّ الَّذي كنّا نُسَرُّ بِكَوْنِهِ ... إذا حقَّقَتْهُ النَّفْسُ لَفْظٌ بلا معنى [٦]

وله يفتخر:

أنا الشُّمْس في جوّ العلوم [٧] منيرةٌ ... ولكنّ عَيْبي أنْ مَطْلَعِيَ الغَرْبُ

ولو أنّني من جانب الشَّرقِ طالِعٌ ... لجَدَّ عليَّ [٨] مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرى النَّهْبُ [٩]

ولي نَحْوَ أكنافِ [١٠] العراقِ صَبَابَةٌ ... ولا غْرَوَ أن يستوحِشَ الكلِفُ الصّبُّ

فإنْ يُنْزِلُ الرّحْمَنُ رَحْلِيَ بَيْنهمْ ... فحينئذٍ يبدو التَّأَسُّفُ والكرب [١١]


[١] في الذخيرة: «رأينا» .
[٢] في الأصل: «تفنا» .
[٣] في الصلة: «عينا» ، وفي معجم الأدباء: «منا» .
[٤] في الذخيرة، والجذوة، والصلة، والبغية، ومعجم الأدباء: «وغم لما يرجى» .
[٥] في سير أعلام النبلاء ١٨/ ٢٠٧ قدّم هذا البيت على الّذي قبله. والمثبت يتفق مع المصادر في ترتيبه قبل البيت الأخير.
[٦] الأبيات في: جذوة المقتبس ٣٠٩، والصلة ٢/ ٤١٦، ٤١٧، والذخيرة ج ١ ق ١/ ١٧٢، ١٧٣، وبغية الملتمس ٤١٦، ومطمح الأنفس ق ٢/ ٣٥٦ (مجلّة المورد) ، ومعجم الأدباء ١٢/ ٢٤٤، ٢٤٥، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٢٠٦، ٢٠٧.
[٧] في معجم الأدباء ١٢/ ٢٥٤ «السماء» .
[٨] في سير أعلام النبلاء ١٨/ ٢٠٨ «لجدّ على» .
[٩] في المغرب في حلي المغرب: «أجد على ما ضاع من علمي النهب» .
[١٠] في الجذوة: «أكتاف» ، وفي نفح الطيب «آفاق» .
[١١] في الجذوة، والذخيرة، والبغية، ومعجم الأدباء، ونفح الطيب زيادة بيت بعده:
فكم قائل أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجيء به الكتب