(تاريخ بغداد ١١/ ٣٤، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٢١/ ٥٤٣، الأنساب ٤٠٨ ب) . [٢] يفهم من هذا أنه دخل طرابلس مرة واحدة، وذلك سنة ٤٦٢ هـ-. والصحيح أنه دخلها مرتين. أولاهما بحدود سنة ٤٤٦ أو ٤٤٧ هـ-. عند عودته من الحج، ويؤكد ذلك ما ذكره «الكراجكي» في رحلته من أن الخطيب كانت له مناظرة في الخطابة مع القاضي الحسين بن بشر صاحب دار العلم بطرابلس. والمعروف أن الكراجكي توفي سنة ٤٤٩ هـ-. وهذا يعني أن الخطيب تناظر في طرابلس قبل تلك السنة، حيث شهد الكراجكي المناظرة ودوّنها في رحلته، ونقلها عنه «ابن أبي طيِّئ» ، ثم نقل «ابن حجر» هذا الخير نقلا عنه وذكره في (لسان الميزان ٢/ ٢٧٥) قال: «الحسين بن بشر بن علي بن بشر الطرابلسي المعروف بالقاضي. ذكره ابن أبي طيّ في رجال الشيعة، وقال: كان صاحب دار العلم بطرابلس وله خطب يضاهي بها خطب ابن نباتة، وله مناظرة مع الخطيب البغدادي ذكرها الكراجكي في رحلته، وقال: حكم له على الخطيب بالتقدّم في العلم» . ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ هذه المعلومة تؤكّد أن «دار العلم بطرابلس» كانت موجودة قبل سنة ٤٤٩ هـ-. على الأقلّ، مما يسقط القول من أن جلال الملك أبا الحسن علي بن محمد بن عمّار أسّس دار العلم بطرابلس سنة ٤٧٢ هـ-. بل هو جدّد بناءها في تلك السنة، إذ هي أقدم من ذلك. انظر معالجتي لهذا الموضوع في كتابي: «دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجريّ» - صدر عن دار الإنشاء بطرابلس ١٩٨٢، والبحث الّذي نشرته في مجلّة الرسالة الإسلامية ببغداد، العدد المزدوج ٧٦ و ٧٧ لسنة ١٩٧٤ ص ٦٠- ٦٧ بعنوان «الخطيب البغدادي المؤرّخ في طرابلس الشام» ، والبحث الّذي نشرته في مجلّة «المجلّة العربية» بالرياض، العدد ١، كانون الأول ١٩٧٨ ص ٩٤- ٩٦ بعنوان «مع الخطيب البغدادي في رحلته إلى بلاد الشام» . [٣] تاريخ دمشق ٧/ ٣٠، المنتظم ٨/ ٢٦٥ (١٦/ ١٢٩، ١٣٠) ، معجم الأدباء ٤/ ١٨، الوافي بالوفيات ٧/ ١٩٤.