وإنّي فيها كإمرئ القيس مرّة ... وصاحبه لما بكي ورأى الدّربا فإن أنج من بابي زويلا فتوبة ... إلى الله أن لا مسّ خفّي لها تربا قال: وقال الشريف: مرض أبي إمّا بدمشق أو بحلب، فرأيته يبكي ويجزع، فقلت له: يا سيّدي، ما هذا الجزع؟ فإنّ الموت لا بدّ منه، قال: أعرف ولكنّي أشتهي أن أموت بالكوفة، وأدفن بها، حتى إذا أنشرت يوم القيامة أخرج رأسي من التراب فأرى بني عمّي، ووجوها أعرفها. قال الشريف: وبلغ ما أراد. قال: وأنشدني أبو البركات لوالده: أرخ لها زمامها والأنسعا ... ورم بها من أعلا ما شسعا وأجل لها مغتربا عن العدا ... توطئك من أرض العدا متّسعا يا رائد الظّعن بأكناف العدا ... بلّغ سلامي إن وصلت لعلعا وحيّ خدرا بأثيلات الغضا ... عهدت فيه قمرا مبرقعا كان وقوعي في يديه ولعا ... وأوّل العشق يكون ولعا ماذا عليها لو رثت لساهر ... لولا انتظار طيفها ما هجعا تمنّعت من وصله فكلّما ... زاد غراما زادها تمنّعا أنا ابن سادات قريش وابن من ... لم يبق في قوس الفخار منزعا وابن عليّ والحسين وهما ... أبرّ من حجّ ولبّى وسعى نحن بنو زيد وما زاحمنا ... في المجد إلّا من غدا مدفّعا الأكثرين في المساعي عددا ... والأطولين في الضراب أذرعا من كلّ بسّام المحيّا لم يكن ... عند المعالي والعوالي ورعا طابت أصول مجدنا في هاشم ... فطال فيها عودنا وفرعا قال: وأنشدني لأبيه: لمّا أرقت بجلّق ... وأقضّ فيها مضجعي نادمت بدر سمائها ... بنواظر لم تهجع وسألته بتوجّع ... وتخضّع وتفجّع صف للأحبّة ما ترى ... من فعل بينهم معي واقر السلام على الحبيب ... ومن بتلك الأربع (معجم الأدباء ٢/ ١٠- ١٤) . وقال ابن عساكر: قدم دمشق هو وأولاده عمر، وعمّار، ومعدّ، وعدنان، وسكن بها مدّة، وما أظنّه حدّث فيها بشيء، ثم رجع إلى الكوفة وحدّث بها عن الشريف زيد بن جعفر العلويّ الكوفي. وذكر الأبيات السابقة. (تاريخ دمشق، المختصر، التهذيب) وفي (إنباه الرواة ١/ ١٨٦) الأبيات الأربعة الأولى، ومثله في (الوافي بالوفيات ٦/ ١١٩، ١٢٠) و (بغية الوعاة ١/ ٤٣٠، ٤٣١) . [١] هو ابن صاحب الترجمة. ولد سنة ٤٤٢ وتوفي سنة ٥٣٨ هـ. انظر ترجمته ومصادرها في