ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ ابن عساكر الدمشقيّ ورّخ فتح تتش لدمشق في سنة ٤٧١ هـ. فقد جاء الخبر في ترجمة «أتسز بن أوق» وفيه أن تتش «قدم دمشق سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، فغلب على البلد، وقتل أتسز لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من هذه السنة» . (مختصر تاريخ دمشق ٤/ ٢٠٥، وتهذيب تاريخ دمشق ٢/ ٣٣٤) . وقد عاد ابن عساكر فأكد مقتل أتسز في ربيع الآخر سنة ٤٧١ هـ. مرة ثانية في آخر ترجمته. (تهذيب تاريخ دمشق ٢/ ٣٣٤) إلّا أنه قال في ترجمة «تتش» أنه قدم دمشق «سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة فقتل أتسز» (تهذيب تاريخ دمشق ٢/ ٣٤٣) ، ونقل أيضا في آخر الترجمة أن «يحيى بن زريق» قال: دخل تاج الدولة دمشق في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وحسنت السيرة في أيامه. ويقول ابن القلانسي: «في هذه السنة (٤٧١ هـ.) خرج من مصر عسكر كبير مع نصر الدولة الجيوشي ونزل على دمشق محاصرا لها ومضايقا عليها واستولى على أعمالها وأعمال فلسطين، وأقام عليها مدة مضايقا لها وطامعا في تملكها، وأضر على منازلتها إضرارا اضطر اتسز صاحبها إلى مراسلة تاج الدولة يستنجده ويستصرخ به ويعده بتسليم دمشق إليه ويكون في الخدمة بين يديه، فتوجه نحوه في عسكره، فلما عرف نصر الدولة الخبر وصحّ عنده قربه منه رحل عنه مجفلا، وقصد ناحية الساحل. وكان ثغرا صور وطرابلس في أيدي قضاتهما قد تغلبا عليهما ولا طاعة عندهما لأمير الجيوش بل يصانعان الأتراك بالهدايا والملاطفات. ووصل السلطان تاج الدولة إلى عذراء في عسكره لإنجاد دمشق، وخرج أتسز إليه وخدمه وبذل له الطاعة والمناصحة وسلم البلد إليه، فدخلها وأقام بها مديدة، ثم حدّثته نفسه بالغدر بأتسز ولاحت له منه أمارات استوحش بها منه مستهله (كذا) ، فقبض عليه في شهر ربيع الأول منها، وقتل أخاه أولا، ثم أمر بخنقه فخنق بوتر في المكان المعتقل فيه، وملك تاج الدولة دمشق واستقام له الأمر فيها وأحسن السيرة في أهلها، وفعل بالضد من فعل أتسز فيها، وملك أعمال فلسطين» . (ذيل تاريخ دمشق ١١٢) . أما ابن ميسر فيذكر الخبر في سنة ٤٧٢ هـ. وأن مقتل أتسز في شهر ربيع الأول منها. (أخبار مصر ٢٦) ، ومثله ورّخه العظيمي في (تاريخ حلب- زعور- ٣٥٠- سويّم ١٨) ، وابن أيبك في الدرة المضية ٤٠٦، والمقريزي في: اتعاظ الحنفا ٢/ ٣٢٠. وذكره ابن العديم في حوادث سنة ٤٧١ هـ. (زبدة الحلب ٢/ ٦٥) ومثله أبو الفداء في (المختصر في أخبار البشر ٢/ ١٩٣) ، والبنداري في (تاريخ دولة آل سلجوق ٧١، ٧٢) .