للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الصلاة فأخذ ما وجد، وعبد القاهر ينظر، فلم يقطع صلاته [١] .

سمعتُ أبا محمد الأبِيوَردِيّ يقول: ما مَقَلَتْ عيني لُغَويًّا مثله. وأمّا في النَّحْو فعبد القاهر.

وله نَظْمٌ، فمنه:

كبير على العقل لا تَرُمْه [٢] ... ومِلْ إلى الْجَهْل مَيْلَ هائِمْ

وعِشْ [٣] حمارًا تَعشْ سعيدًا [٤] فالسَّعدُ في طالِع البَهَائِم

[٥] تُوُفّي عبد القاهر، رحمه الله سنة إحدى وسبعين، وقيل: سنة أربعٍ وسبعين، فاللَّه أعلم.

٢١- عليّ بن أحمد بن عليّ [٦] أبو القاسم السَّمْسار الأصبهانيّ.

مات في ربيع الأول.


[١] انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣/ ٢٤٢، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢/ ٤٩٢، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٣٣، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١/ ٢٦٠.
[٢] في فوات الوفيات: «كبر على العقل يا خليلي» .
[٣] في الفوات: «وكن» .
[٤] في الفوات: «بخير» .
[٥] والبيتان في فوات الوفيات ٣/ ٣٧٠، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١/ ٢٦٠ وله أبيات أخرى، منها:
لا تأمن النفثة من شاعر ... ما دام حيا سالما ناطقا
فإن من يمدحكم كاذبا ... يحسن أن يهجوكم صادقا
وله أيضا.
أرخ باثنتين وخمسينا ... فليت شعري ما قضى فينا
نسر بالحول إذا ما انقصى ... وفي تقضيه تقضينا
(فوات الوفيات ٢/ ٣٧٠) .
وقال ابن الأنباري: أخذ عن أبي الحسين محمد.. وكان يحكي عنه كثيرا، لأنه لم يلق شيخا مشهورا في علم العربية غيره، لأنه لم يخرج عن جرجان في طلب العلم، وإنما طرأ عليه أبو الحسين، فقرأ عليه. (نزهة الألباء ٢٦٤) .
وقال القزويني: «كان عالما فاضلا أديبا عارفا بعلم البيان. له كتاب في إعجاز القرآن في غاية الحسن ما سبقه أحد في ذلك الأسلوب، من لم يطالع ذلك الكتاب لا يعرف قدره، ودقّة نظره، ولطافة طبعه، واطلاعه على معجزات القرآن» . (آثار البلاد ٣٥١) .
[٦] لم أجد مصدر ترجمته.