للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَكُفَّ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا إِذَا قَالَ شَيْئًا لَمْ يَكْذِبْ، فَخِفْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْعَذَابُ. رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ [١] . وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ: ثنا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُتْبَةَ بْنِ ربيعة حم. تَنْزِيلٌ من الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ٤١: ١- ٢ أَتَى أَصْحَابَهُ فَقَالَ لَهُمْ: يَا قَوْمُ أَطِيعُونِي في هذا اليوم واعصوني فيما بعده، فو الله لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ كَلَامًا مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ قَطُّ كَلَامًا مِثْلَهُ، وَمَا دَرَيْتُ مَا أَرُدُّ عَلَيْهِ.

ابْنُ إِسْحَاقَ [٢] : ثنا يَزِيدُ بن أبي زياد، عن محمد بن كعب الْقُرَظِيِّ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، لَمَّا أَسْلَمَ حَمْزَةُ قَالُوا لَهُ: يَا أَبَا الوليد كلّم محمدا، فأتاه فقال: يا بن أَخِي إِنَّكَ مِنَّا حَيْثُ عَلِمْتَ مِنَ الْبَسْطَةِ [٣] وَالْمَكَانِ فِي النَّسَبِ، وَإِنَّكَ أَتَيْتَ قَوْمَكَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، فَرَّقْتَ بِهِ بَيْنَهُمْ، وَسَفَّهْتَ أَحْلَامَهُمْ، وَعِبْتَ بِهِ آلِهَتَهُمْ [٤] ، فَاسْمَعْ مِنِّي [٥] ، قَالَ: قُلْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ [٦] قَالَ:

إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مَالًا جَمَعْنَا لَكَ، حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالًا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ شَرَفًا سَوَّدْنَاكَ [٧] وَمَلَّكْنَاكَ، وَإِنْ كَانَ الّذي يأتيك رئيّا [٨] طلبنا [٩] لك الطّبّ [١٠] ،


[١] دلائل النبوّة ١/ ٤٥٠، نهاية الأرب ١٦/ ٢١١، عيون الأثر ١/ ١٠٦.
[٢] سيرة ابن هشام ٢/ ٣٥.
[٣] في السيرة ونهاية الأرب «السّطة في العشيرة» .
[٤] في السيرة ونهاية الأرب «آلهتهم ودينهم، وكفّرت به من مضى من ابائهم» .
[٥] في السيرة ونهاية الأرب «أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلّك تقبل منها بعضها» .
[٦] في السيرة «قل يا أبا الوليد أسمع، قال: يا ابن أخي إن كنت إنّما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا» .
[٧] في السيرة «سوّدناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملّكناك علينا» .
[٨] الرئيّ: بفتح الراء فهمزة مكسورة فياء مشدّدة: التابع من الجنّ، وقيل: التابع المحبوب من الجنّ. (انظر النهاية لابن الأثير- رأى- وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ١/ ٢٥٨) .
[٩] في السيرة «رئيّا تراه لا تستطيع ردّه عن نفسك» .
[١٠] في السيرة «وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربّما غلب التابع على الرجل حتى يداوي