[١] قال الخطيب عن هلال بن المحسّن: ورأيت له تصنيفا جمع فيه حكايات مستملحة وأخبارا نادرة، وسمّاه كتاب «الأماثل والأعيان ومنتدى العواطف والإحسان» وهو مجلد واحد، ولا أعلم هل صنف سواه أم لا. (تاريخ بغداد ١٤/ ٧٦، المنتظم ٨/ ١٧٦، معجم الأدباء ١٩/ ٢٩٤، وفيات الأعيان ٦/ ١٠١) وقد ذيل هلال بن المحسن على تاريخ ثابت بن سنان. وابن سنان ذيله على تاريخ الطبري. [٢] قال ابن الجوزي: وكان له صدقة ومعروف، وخلف سبعين ألف دينار.. ونقلت من خطّ أبي الوفاء بن عقيل قال: حضرنا عند بعض الصدور فقال: هل بقي ببغداد مؤرّخ بعد ابن الصابي؟ فقال: القوم: لا. فقال لا حول ولا قوة إلا باللَّه، يخلو هذا البلد العظيم من مؤرّخ حنبلي- يعني ابن عقيل نفسه- هذا مما يجب حمد الله عليه، فإنه لما كان البلد مملوء بالأخيار وأهل المناقب قيض الله لها من يحكيها، فلما عدموا وبقي المؤذي والذميم الفعل أعدم المؤرخ، وكان ستر عورة. وحكى عنه هبة الله بن المبارك السقطي أنه كان يجازف في تاريخه، ويذكر ما ليس بصحيح، قال: وقد ابتنى بشارع ابن عوف دار كتب، ووقف فيها نحوا من أربعمائة مجلد في فنون العلوم، ورتب بها خازن يقال له ابن الأقساسي العلويّ، وتكرّر العلماء إليها سنين كثيرة ما لم تزل له أجرة، فصرف الخازن وحك ذكر الوقف من الكتب وباعها، فأنكرت ذلك عليه فقال: قد استغني عنها بدار الكتب النظامية. فقال ابن الجوزي: بيع الكتب بعد وقفها محظور. فقال: قد صرفت ثمنها في الصدقات. (المنتظم) وجاء في (البداية والنهاية ١٢/ ١٣٤) أن غرس النعمة أنشأ دارا ببغداد فيها أربعة آلاف مجلّد. وقال الصفدي في (الوافي بالوفيات ١/ ٥٠) إن ابن الأقساسي الخازن على مكتبة غرس النعمة لم يكن أمينا عليها، فأساء السيرة، وباع كثيرا من هذه الكتب