للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان. وله معرفة بالفروسيّة ورمْي القَوْس. وكان من أعيان الحنفيّة.

سمع من: جدّه أبي العلاء صاعد بن محمد القاضي، والقاضي أبي بكر الحِيريّ، ومحمد بن موسى الصَّيْرَفيّ، وعلي بن مُحَمَّد الطّرَازِيّ، ويحيى بن إبراهيم المزكّيّ.

وسمع ببغداد في الكُهولة من القاضي أبي الطَّيِّب الطَّبَريّ، وغيره.

وكان مولده في سنة عشرٍ وأربعمائة.

روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو سعد البغداديّ، وسفيان بن مندة، وزاهر روجيه ابنا الشّحّاميّ، ومنصور بن محمد حفيده، وعبد اللَّه بْن الفَرَاويّ، وَعَبْد الخالق بْن زاهر، وأبو الغنائم منصور بن محمد الكُشْمِيهَنيّ، وإسماعيل العصائديّ، وأحمد بن عليّ المقرئ البَيْهَقيّ، ومحمد بن عليّ بن دُوَسْت، وآخرون.

قال السّمعانيّ: تعصّب بأخرة في المذهب، حتّى أدّى إلى إيحاش العلماء، وأغرى بعض الطّوائف على بعضٍ، حتّى غيّرت الخُطَباء، وشرع اللّعن على أكثر الطّوائف مِن المسلمين، فانتهى الأمرُ إلى السّلطان ألْب أرسلان، والوزير نظام المُلْك، فأبطل ذلك، ولزم القاضي أبو نصر بيته مدّة إلى دولة ملك شاه، ففوّض القضاء إليه. وكان العدل والإنصاف في أيّامه.

وعقد مجلس الإملاء في خمسيات رمضان. وكان يحضر إملاءه من دبّ ودرج [١] .


[١] وقال عبد الغافر الفارسيّ: قاضي القضاة الرئيس، شيخ الإسلام، صدر المحافل، المقدّم، العزيز من وقت صباه في بيته وعشيرته الفائق أقرانه بوفور حشمته.
ربّي في حجر الإمامة، وكان من أوجه الأحفاد عند القاضي الإمام صاعد. وكان في عهد الصبا مخصوصا برجولية في طبعه وميل إلى الاشتغال بالفروسية والرمي. وكان من أجمل شبّان زمانه، حتى اضطرب الزمان وانقرضت عن خراسان دولة محمود وأولاده، وتحرّكت رياح آل سلجوق في حوالي سنة ثلاثين وأربعمائة، صار رئيس الرؤساء بها إلى نيّف وأربعين وأربعمائة حتى مال بعد ذلك بعض الميل إلى التعصّب في المذهب، وأخذ بزمام اختياره إلى ما لا يليق بالكبار من المبالغة في العناد ومطاولة الأقران من سائر الفرق، حتى أدّى إلى إيحاش العلماء، فكان ذلك غضا عن منصب حشمته إلى سنيّ نيّف وخمسين، حتى انتهت نوبة الولاية إلى