«وكان للنظام من المكرمات ما لا يحصى، كلّما سمع الأذان أمسك عمّا هو فيه، وكان يراعي أوقات الصلوات، ويصوم الإثنين والخميس، ويكثر الصدقة، وكان له الحلم والوقار، وأحسن خلاله مراعاة العلماء، وتربية العلم، وبناء المدارس والمساجد والرباطات والوقوف عليها، وأثره العجيب ببغداد هذه المدرسة وسقوفها الموقوف عليها، وفي كتاب شرطها أنها وقف على أصحاب الشافعيّ أصلا وفرعا، وكذلك الأملاك الموقوفة عليها شرط فيها أن يكون على أصحاب الشافعيّ أصلا وفرعا كذلك شرط في المدرّس الّذي يكون بها والواعظ الّذي يعظ بها ومتولّي الكتب، وشرط أن يكون فيها مقريء القرآن، ونحويّ يدرّس العربية، وفرض لكلّ قسطا من الوقف. وكان يطلق ببغداد كل سنة من الصلات مائتي كرّ، وثمانية عشر ألف دينار» (المنتظم ١٦/ ٣٠٤) .