للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مولاي نظام المُلْك شهيدًا بقُرب نهاوند في رمضان.

قال: وكان آخر كلامه أنّ قال: لا تقتلوا قاتلي، فقد عفوت عنه. وتشهَّد ومات.

وقد طوَّل ابن النّجّار في سيرة النّظام [١] .

١٤٢- حَنْدور بن فتّوح بن حُمَيْد [٢] .

أبو محمد الزّناتيّ، الفقيه المالكيّ الأصيليّ.

أصله من أصيلا.

نزل سَبْته، وأخذ عن: أبي إسحاق بن يربوع، ويوسف بن أبي مسلم.

وسافر للتّجارة إلى الأندلس.

انفرد برئاسة الفُتْيَا بِسَبْته في دولة برغواطة. وكان صالحًا خيِّرًا، والخير أغلب عليه من العلم.


[١] وقال ابن الجوزي: ونقلت من خط أبي الوفاء بن عقيل قال: رأينا في أوائل أعمارنا ناسا طاب العيش معهم، من العلماء والزهّاد وأعيان الناس. وأما النظام فإنّ سيرته بهرت العقول جودا وكرما وحشمة وإحياء لمعالم الدين، فبنى المدارس، ووقف عليها الوقوف، ونعش العلم وأهله، وعمّر الحرمين، وعمّر دور الكتب، وابتاع الكتب فكانت سوق العلم في أيامه قائمة، والعلماء مستطيلين على الصدور من أبناء الدنيا، وما ظنّك برجل كان الدهر في خفارته، لأنه كان قد أفاض من الإنعام ما أرضى الناس، وإنما كانوا يذمّون الدهر لضيق أرزاق واختلال أحوال، فلما عمّهم إحسانه أمسكوا عن ذمّ زمانهم» . (المنتظم ١٦/ ٣٠٦) .
وقال إسماعيل بن محمد الحافظ: كنا بمجلس نظام الملك، فأملى:
أفّ للدنيا الدنيّه ... دراهم وبليّه
فقال المستملي: وتليّه؟ فقيل له: وبليّه. فقال: ومليّه! فضحك الجماعة، فقال النظام:
اتركوه. (أخبار الحمقى والمغفّلين ٩٠) .
وقال الرافعي: وكان له مجالس إملاء، وخرّج له الفوائد أحمد بن محمد بن أبي العباس الأصبهاني في مجلّدة ضخيمة. (التدوين ٢/ ٤٢٠) .
وأنشد الأمير شبل الدولة مقاتل التكريتي:
كان الوزير نظام الملك لؤلؤة ... ثمينة صاغها الرحمن من شرف
عزّت ولم تعرف الأيام قيمتها ... فردّها غيرة منه إلى الصدف
(الروضتين ١/ ٦٤) .
[٢] لم أجد مصدر ترجمته.