وقد قال ابن خلّكان إن المستنصر صاحب مصر استناب بدرا الجمالي بمدينة صور، وقيل: عكا. (وفيات الأعيان/ ٤٤٩) . و «أقول» أنا خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : الصحيح أن بدرا كان ينوب عن المستنصر في عكا وليس في صور، لأن صور كانت بيد قاضيها ابن أبي عقيل الّذي استقل بها منذ سنة ٤٦٢ هـ. ولم يسترجعها بدر إلا في سنة ٤٨٢ هـ. (انظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور (طبعة ثانية) ج ١/ ٣٧٠ وفيه مصادر الخبر) . [٢] الإشارة إلى من نال الوزارة ٥٥، وقال ابن ميسّر: وخلع على بدر الجمالي بالطيلسان، وصار المستخدمون في حكمه والدعاة نوّابا عنه، وكذلك القضاة. وزيد في ألقاب أمير الجيوش: كافل قضاة المسلمين. (أخبار مصر ٢/ ٢٣) وانظر: وفيات الأعيان ٢/ ٤٤٩. [٣] القطوع: الإدبار والنحس. [٤] سورة آل عمران، الآية: ١٢٣. [٥] وقيل غير ذلك. إن بدرا «لما قدم إلى مصر حضر إليه المتصدّرون بالجامع، فقرأ ابن العجمي: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ ٣: ١٢٣، وسكت عن تمام الآية، فقال له بدر: والله لقد جئت في مكانها، وجاء سكوتك عن تمام الآية أحسن، وأنعم عليه» . (أخبار مصر ٢/ ٢٣) . [٦] وكانت أيامه في مصر إحدى وعشرين سنة. قال علقمة بن عبد الرزاق العليمي: قصدت بدرا الجمالي بمصر، فرأيت أشراف الناس وكبراءهم وشعراءهم على بابه قد طال مقامهم، ولم يصلوا إليه، فبينما أنا كذلك إذ خرج بدر يريد الصيد، فخرجت في أثره وأقمت معه حتى رجع من صيده، فلما قاربني وقفت على تلّ من الرمل وأومأت برقعة في يديّ، وأنشدت: