للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرْوون «النّاسخ والمنسوخ» لجدّي هبة الله، عن خمسة، إليه، فرويته عن جدّي لهم [١] .


[١] وقال ابن الجوزي: وشهد عند أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عليّ بْن ماكولا قاضي القضاة في يوم السبت النصف من شعبان هذه السنة، ولم يزل شاهدا إلى أن ولي قضاء القضاة أبو عبد الله الدامغانيّ بعد موت ابن ماكولا، فترك الشهادة ترفّعا عن أن يشهد عنده، فلم يخرج له، فجاء قاضي القضاة إليه مستدعيا مودّته وشهادته عنده، فلم يخرج له عن موضعه، ولم يصحبه مقصوده، وكان قد اجتمع للتميمي القرآن، والفقه، والحديث، والأدب، والوعظ، وكان جميل الصورة، فوقع له القبول بين الخواص والعام، وجعل الخليفة رسولا إلى السلطان في مهامّ الدولة، وله الحلقة في الفقه والفتوى والوعظ بجامع المنصور، فلما انتقل إلى باب المراتب كانت له حلقة في جامع القصر، يروي فيها الحديث ويفتي، وكان يجلس فيها شيخنا ابن ناصر، وكان يمضي في السنة أربع دفعات في رجب، وشعبان، وعرفة، وعاشوراء، إلى مقبرة الإمام أحمد، ويعقد هناك مجلسا للوعظ، حدّثنا عنه أشياخنا.
وقال ابن عقيل: كان سيد الجماعة من أصحاب أحمد يمنا ورياسة وحشمة أبو محمد التميمي، وكان أحلى الناس عبارة في النظر وأجرأهم قلما في الفتيا وأحسنهم وعظا.
أنشدنا ابن ناصر قال: أنشدنا أبو محمد التميمي لنفسه:
أفق يا فؤادي من غرامك واستمع ... مقالة محزون عليك شفيق
علقت فتاة قلبها متعلق ... بغيرك فاستوثقت غير وثيق
فأصبحت موثوقا وراحت طليقة ... فكم بين موثوق وبين طليق
(المنتظم ٩/ ٨٨، ٨٩، ١٧/ ١٩، ٢٠) .
وقال ياقوت الحموي: أديب شاعر مجيد، لا أعرف من أمره غير هذا. توفي ببغداد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ومن شعره:
بأبي حبيب زارني متنكّرا ... فبدا الوشاة له فولّى معرضا
فكأنّني وكأنّه وكأنّهم ... أمل ونيل حال بينهما القضا
وقال:
شارع دار الرقيق أرّقني ... فليت دار الرقيق لم تكن
به فتاة للقلب فاتنة ... أنا فداء لوجهها الحسن
(معجم الأدباء ١١/ ١٣٦- ١٣٨) .
وقال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي محمد التميمي، فقال: هو الإمام علما ونفسا وأبوّة، وما يذكر عنه فتحامل من أعدائه.
وقال شيرويه الديلميّ الحافظ: هو شيخ الحنابلة، ومقدّمهم، سمعت منه وكان ثقة صدوقا فاضلا ذا حشمة.
وقال أبو عامر العبدري: رزق الله التميمي كان شيخا بهيّا، ظريفا لطيفا، كثير الحكايات والملح، ما أعلم منه إلّا خيرا.
وقال أبو علي بن سكّرة في مشيخته: ما لقيت في بغداد مثله- يعني التميمي- قرأت عليه