للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سِنين كان بالْجَدْي، والآن فقد كَبُر.

قال ابن عساكر: [١] وسمعتُ من يحكي أنّه كان بأَطْرابُلُس، فقال له ابن البرّاج: [٢] متكلِّم الرّافضة: ما تقول في الشّيخين؟

فقال: سِفْلتان ساقطان.

قال: مَن تَعْني؟

قال: أنا وأنت [٣] .

وقال أبو عليّ بن سُكَّرَة الصَّدَفيّ: أبو يوسف القَزْوينيّ كان معتزليًّا داعيةً، كان يقول: لم يبقَ مَن ينصُرُ هذا المذهبَ غيري. وكان قد بلغ من السّنّ مبلغًا يكاد أن يُخفى في الموضع الّذي كان يجلس فيه، وله لسانٌ شابٌّ [٤] .

ذكر لي أنّ له تفسيرا في القرآن في نحو ثلاثمائة مجلّد، سبعة منها في سورة الفاتحة. وكان عنده جزءٌ ضخمٌ، من حديث محمد بن عبد الله الأنصاريّ، رواية أبي حاتم الرّازيّ، عنه، كنتُ أودّ أن يكون عند غيره بما يشقّ عليّ.

قرأت عليه بعضه، رواه عن القاضي عبد الجبّار المعتزليّ، عنه.

وكان سبب مَشْيي إليه أنّ شيخنا ابن سوار المقرئ سألني أنْ أمضي مع ابْنَيه لأُسْمِعَهُمَا عليه، فأَجَبْتُه، وقرأ لهما شيئًا من حديث المحامليّ، وأنا [٥] أنّه سمع ذلك سنة سبْعٍ وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن أربع سنين أو نحوها [٦] .


[١] في تاريخ دمشق (الظاهرية) و (التيمورية) .
[٢] هو عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج، من كبار علماء الشيعة، تولّى قضاء طرابلس عشرين عاما وقيل ثلاثين. توفي سنة ٤٨١ هـ. ولم يترجم له المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في هذه الطبقة.
انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣/ ١٤٧- ١٥٢ رقم ٨٢٤.
[٣] وبقية الخبر: «فقيل له في ذلك، فقال: ما كنت لأجيبه عما سأل، فيقال إنه تكلّم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما» .
[٤] سير أعلام النبلاء ١٨/ ٦١٩، لسان الميزان ٤/ ١٢.
[٥] اختصار: «أخبرنا» .
[٦] سير أعلام النبلاء ١٨/ ٦٢٠، لسان الميزان ٤/ ١٢.