للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال السّمعانيّ: كان شيخًا عفيفًا، زاهدًا، منقطعًا إلى الله، ثقة، فهما، لا يظهر إلّا يوم الجمعة.

سمعت عبد الوهّاب الحافظ يقول: كان أبو طاهر الباقلّانيّ أكثر معرفة من أبي الفضل بن خَيْرُون. وكان زاهدًا حَسَن الطّريقة [١] ، وما كان له حلقة في الجامع، ولا قُرئ عليه فيه حديث. كان يقول لأصحاب الحديث: أنا لكم من السّبت إلى الخميس، ويوم الجمعة أنا بحكم نفسي للتّبكير [٢] والتّلاوة.

وسمعتُ عبد الوهاب يقول: جاء نظام المُلْك إلى بغداد، وأراد أن يسمع من شيوخها، فكتبوا له أسماء الشّيوخ، وكتبوا في جملتهم اسمه، وسألوه أن يحضر دار نظام المُلْك حتّى يسمع منه. فامتنع، وألحّوا عليه، فما أجاب، ثمّ قال: إنّ ابن خَيْرُون قرابتي، وما انفردت أنا بشيء، بل كلّ ما سمعت أنا سمعه هو، وهو في خزانة الخليفة على عملكم، فسمعوا منه [٣] .

تُوُفّي في رابع ربيع الآخر.

٣٠١- أحمد بن عبد الرحمن بن مظاهر [٤] .

أبو جعفر الأنصاريّ الطُّلَيْطُلِيّ.

روى عن: خاله جُماهر بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم بن عبد السّلام الحافظ، وقاسم بن هلال، وجعفر بن عبد الله، وجماعة كثيرة.

وعُني بسماع العِلم ولقاء الشّيوخ. وكان ذا بَصَرٍ بالمسائل، ومَيْلٍ إلى الأثَر. صنِّف «تاريخ فُقهاء طُلَيْطُلَة» [٥] .

رواه عنه: القاضي أبو الحسن بن بقيّ.

وكان ثقة.


[١] التقييد ١٣٤.
[٢] أي للتبكير إلى صلاة الجمعة.
[٣] المنتظم ٩/ ٩٨ (١٧/ ٣٢) .
[٤] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال ١/ ٧٠ رقم ١٥١ وفيه «مطاهر» بالطاء المهملة.
[٥] في الصلة: «وقضاتها» .