للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأرسله إلى بطن وَجّ [١] فلم يزل طريدًا إلى أنْ وُلِّيَ عثمان، فأدخله المدينة ووصل رحِمَه وأعطاه مائة ألف دِرْهَمْ، لأنّه كان عمّ عثمان بْن عفان، وقيل إنّما نفاه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطّائف لأنّه كان يَحْكِيه في مِشْيَته وبعض حركاته.

وقد رُوِيَت أحاديث مُنْكرة في لَعْنه لَا يجوز الاحتجاج بها، وليس له في الجملة خصوص الصُّحبة بل عمومها.

قَالَ حماد بْن سَلَمة، وجرير، عَنْ عطاء بْن السّائب، عَنْ أبي يحيى النَّخْعيّ قَالَ: كنت بين مروان، والحَسَن، والحسين، والحسين يُسَابُّ مروان، فَقَالَ مروان: إنّكم أهل بيتٍ ملعونون، فغضب الحَسَن وَقَالَ: والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في صُلْبه. أَبُو يحيى مجهول [٢] .

وَقَالَ الْعَلاءِ [٣] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في المنام كأنّ بني الحَكَم ينزون على منبره، فأصبح كالمتغّيظ وقال: «ما لي أُريتُ [٤] بني الحَكَم ينزون على منبري نزْوَ القِرَدَةَ [٥] » . وَقَالَ مُعْتَمر بْن سليمان، عَنْ أبيه، عَنْ حَنَش [٦] بْن قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل عليٌّ يقود الحَكَم بأُذُنه فَلَعَنه نبيّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ثلاثا. قال الدّار الدّارقطنيّ: تفرّد به معتمر [٧] .


[١] وجّ: بالفتح والتشديد. وهو الطائف. (معجم البلدان ٥/ ٣٦١) .
[٢] في هذا الخبر نقص في نسخة دار الكتب، والاستدراك من بقيّة النسخ، ومن ترجمة «مروان بن الحكم» المقبلة.
[٣] هو «ابن عبد الرحمن» انظر: سير أعلام النبلاء ٢/ ١٠٨.
[٤] في النسخ «رأيت» ، والتصويب من سير أعلام النبلاء.
[٥] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد ٥/ ٢٤٣، ٢٤٤» وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير مصعب بن عبد الله بن الزبير، وهو ثقة. وأورده ابن حجر في «المطالب العالية» .
[٦] مهمل في نسخة الدار، والمثبت من بقيّة النسخ.
[٧] ذكره الهيثمي مطوّلا في «مجمع الزوائد ٥/ ٢٤٢» قال: عن عبد الله بن عمر قال: هاجرت إلى