للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طاهر، والمؤتَمَن السّاجيّ، وعبد اللَّه بْن السَّمَرْقَنْديّ، ومُحَمَّد بْن مرزوق الزَّعْفرانيّ، وطائفة سواهم. وقد مات من سنة تسع وسبعين، فلو كَانَ العَبَّادانيّ يروي الكتاب إلى عامنا هذا، لرحل النّاس إليه أكثر ممّا رُحِل إلى التُّسْتَريّ، وأيضًا، فلا نعلم أحدًا حدَّثَ بالسُّنَن عَن العَبَّادانيّ إلّا ما قاله أبو نَصْر واثبته لأهل إصبهان، ولو كَانَ هذا معروفًا بالعراق لسمعوا «السُّنَن» عَلَى ابن سَلِيخ بالإجازة من العَبَّادانيّ، وأسمعه أهل مصر، عَلَى السِّلَفيّ، عَن العَبَّادانيّ، مَعَ أنّ الاحتمال باقٍ.

قرأتُ عَلَى عَبْد المؤمن الحافظ: أخبركم ابن روَاج، أَنَا السِّلَفيّ، كُتُب إلينا أبو طاهر جعفر بن محمد بن البصرة، وحدثني عَنْهُ شجاع الكِنَانيّ: أَنَا أبو عمر الهاشميّ، ثنا عليّ بن إسحاق، ثنا عليّ بن حرب، ثنا عبد الله [١] بن إدريس، عَن الأعمش، عَنْ شقيق قَالَ: كَانَ ابن مسعود يَقُولُ: إنّي لأُخْبَرُ بمكانكم، فما يمنعني أنّ أخرج إليكم إلّا كراهية أنّ أُمِلَّكُم. أَنّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يتخَولُّنا بالموعظة كراهية السّامة علينا [٢] ، قَالَ ابن سُكَّرَة: أبو طاهر رَجُل صالح أُمّيّ.

قلت: قَالَ السِّلَفيّ في «مُعْجَم إصبهان» [٣] : سَمِعْتُ يحيى بْن مُحَمَّد البَحْرانيّ يَقُولُ: تُوُفّي العَبَّادانيّ في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ. ونودي في البصرة عَلَى ابن العَبَّادانيّ الزّاهد فليحضُرْ، فلعلّه لم يتخلّف من أهل البلد إلّا القليل.

قَالَ السِّلَفيّ: كَانَ يروي عَن الهاشْميّ، وأبي الحَسَن النّجّاد. ومن مَرْوِيّاته كتاب «السُّنَن» لأبي دَاوُد، يرويه عَنْ أَبِي عُمَر الهاشْميّ. كذا قال السّلفيّ.


[ () ] المعجمة أيضا بنقطتين من فوق والراء المهملة. هذه النسبة إلى تستر بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان، يقولها الناس شوشتر، وبها قبر البراء بن مالك رضي الله عنه. (الأنساب ٣/ ٥٤) .
[١] في الأصل: «ثنا علي بن حرب، نا عبد الله، ثنا عبد الله» .
[٢] السند صحيح. وقد أخرجه البخاري في العلم (٦٨) ، وفي الدعوات (٦٤١١) ، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨٢١) ، والترمذي (٢٨٥٥) ، وأحمد في المسند ١/ ٣٧٧ و ٣٧٨ و ٤٢٥ و ٤٤٣ و ٤٦٢ من عدّة طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
[٣] في الأصل: «قال السلفي في الثامن معجم أصبهان» . ولعلّ «الثامن» مقحمة، أو لعلّها: «في الجزء الثامن من معجم أصبهان» . والله أعلم.