[٢] وقال العماد الأصفهاني: «ربّاه خاله، وكتب بين يديه في ديوان الإنشاء في الأيام القائميّة والمقتدية والمستظهرية. أسلم مع خاله على يد الإمام المقتدي. وكان لما أضرّ خاله، يكتب عنه ما جرت به العادة من الإنهاءات، فلما توفي خاله، ردّ ديوان الإنشاء إليه في الأيام المستظهرية، وخرج في الرسالة إلى السلاطين مرارا وعاد من الرسالة إلى بركياروق- بعد موته- إلى بغداد ... وكان لا يقاربه أحد في الإنشاء والعبارة. ولم يكتب كتابا قطّ فرجع فيه إلى مبيضة وجدت من شعره في الألغاز مقطّعات مستحسنة، فمنها قوله: ومنكوح إذا ملكته كفّ ... وليس يكون في هذا مراء له عين تجلّلها ضياء ... فإن كحّلت فبالميل العماء يظلّ طليقه للوصل هونا ... وللحاشي بزورته احتماء وقد أوضحته وأبنت عنه ... ففسّره، فقد برح الخفاء هذا اللغز في الخاتم. وقوله: وميتة فيها حراك إذا ... قامت على منبرها خاطبه ساعية في غير منقوعها ... فهي إذن عاملة ناصبة إن وطئت تحمل من وقتها ... حتى ترى مجذوبة جاذبه تعرى من اللّبس، وفي جيدها ... قلائد تلفى بها كاسبه تمدّ غرثاها بريّ إذا ... أضحت بروق للحيا كاذبة هذه دالية الماء، وما دامت ملقاة فهي كالميتة، فإذا قامت على حائطها الّذي شبّهه بالمنبر صارت ذات حركة، وهي ساعية في نفع غيرها، وإذا وطئت بالأرجل تحمل من وقتها الماء، أو تحمل من يطؤها. (الخريدة) .