هم حشو جنّات النعيم ... على الأسرّة والمنابر رفقاء أحمد كلّهم ... عن حوضه ريّان صادر كان جعفر السّراج صحيح البدن لم يعتره في عمره مرض يذكر، فمرض أياما. (المنتظم) . وقال ابن عساكر: قرأت بخط غيث بن علي الصوري: جعفر بن أحمد بن الحسين ذو طريقة جميلة ومحبّة للعلم والأدب، وله شعر لا بأس به، وخرّج له شيخنا الخطيب فوائد وتكلّم عنها في خمسة أجزاء، وكان يسافر إلى مصر وغيرها، وتردّد إلى صور عدّة دفعات، ثم قطن بها زمانا، وعاد إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي. (تاريخ دمشق) . ووقع في (مصارع العشاق ١٤ و ٥٥) أن أبا عبد الله محمد بن علي الصوري أخبر ابن السرّاج سنة ٤٠٤ بقراءته عليه. ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هذا خطأ، والصحيح سنة ٤٤٠، لأنّ ابن السّراج ولد سنة ٤١٦ هـ. وقال ابن السرّاج: ولي ابتداء قصيدة كتبت بها من دمشق إلى الشيخ الفقير أبي الحسن مروان بن عثمان النحويّ الإسكندراني وهو بصور: وحقّ مصارع أهل الهوى ... لروعة صوت غراب البين؟ وشكوى المحبّين يوم الفراق ... ما في قلوبهم من جوى وقد لفّ أعناقهم موقف ... وقد رفع البين فيهم لوا عشيّة أجروا عيون العيون ... بين العقيق وبين اللوى دموعا كثرت فلو أنه ... أتاهنّ وقد مني لارتوى لقد أتمنّى زمانا يضم ... بك الشمل وهو لقلبي هوى وله من ابتداء قصيدة نظمها بالشام في بني أبي عقيل أمراء صور: ألا هل لمن أضناه حبّك إفراق ... وهل للديغ البين عندك درياق وهل لأسير سامه قتل نفسه ... هواك وقد زمّت ركابك إطلاق أيا جارة الحيّ الذين ترحّلوا ... فللعيس وخد بالحمول واعتناق أما تخافي الله في قتل عاشق ... هجرته حتى في الكرى وهو مشتاق فقالت وروعات النوى تستحثّها ... ودمع مآقيها على النحر مهراق هو البين فالبس جنّة الصبر أو فمت ... بداء الهوى قد مات قبلك عشاق وله ابتداء قصيدة مدح بها عين الدولة ابن أبي عقيل قاضي صور: عرّج بنا عن الحمى يمينا ... فقد تولّى الحيرة الغادونا لم أنس يوم ذي الأراك قولها ... والبين عن قوس النوى يرمينا تزوّد الوداع واعلم أنّنا ... كما اشتهى البين مفارقونا والمستني والرقيب غافل ... كفّا تكاد أن تذوب لينا أجللت فاها اللثم إلّا أنني ... قبّلت منها النحر والجبينا تمنعنا العفّة كل ريبة ... والقلب قد جنّ بها جنونا وقال فيه أيضا: