للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن ناصر في أماليه: ثنا الثبت الصدوق أبو الحُسين.

وقال السِّلَفيّ: ابن الطُّيُوريّ محدث كبير، مفيد، ورع، لم يشتغل قطّ بغير الحديث، وحصّل ما لم يحصّله أحد من التفاسير، والقراءات، وعلوم القرآن، والمسانيد، والتواريخ، والعلل، والكُتُب المصنفة، والأدبيات في الشعر.

رافق الصُّوريّ، واستفاد منه، والنخشبيّ، وطاهر النَّيْسابوريّ. وكتب عَنْهُ مسعود السِّجْزيّ، والحُمَيْديّ، وجعفر بْن الحكاك، فأكثروا عَنْهُ.

ثمّ طوّل السِّلَفيّ الثناء عَلَيْهِ.

وذكره أبو نَصْر بْن ماكولا [١] فقال: صديقنا أبو الحسين ابن الحمّاميّ مخففًا، سمع: أبا عليّ بْن شاذان، وخلْقًا كثيرًا بعده، وهو من أهل الخير والعفاف والصّلاح.

قَالَ ابن سُكَّرَة: ذكر لي شيخنا أبو الحُسين أنّ عنده نحو ألف جزءٍ بخطّ الدَّارَقُطْنيّ، أو أخبرت عَنْهُ بمثل ذَلِكَ. وأخبرني أنّ عنده لابن أَبِي الدّنيا أربعة وثمانين مصنفًا.

وقال عليّ بْن أحمد النّهروانيّ [٢] : توفّي في نصف ذي القعدة [٣] .


[١] في الإكمال ٣/ ٢٨٧.
[٢] النّهرواني: بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو، وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدجلة يقال لها النّهروان، وقد خرب أكثرها.
(الأنساب ١٢/ ١٧٤) .
[٣] وقال ابن الجوزي: وكان مكثرا صالحا أمينا صدوقا متيقّظا، صحيح الأصول، صيّنا ورعا، حسن السّمت، كثير الصلاة، سمع الكثير ونسخ بخطه ومتّعه الله بما سمع حتى انتشرت عنه الرواية. حدّثنا عنه أشياخنا، وكلّهم أثنوا عليه ثناء حسنا، وشهدوا له بالصدق والأمانة مثل عبد الوهاب، وابن ناصر وغيرهما. (المنتظم) .
وقال محمد بْن عليّ بْن فولاذ الطَّبَريّ: سألت أبا غالب الذهلي عن ابن الطيوري، فقال: لا أقول إلّا خيرا، اعفني عن هذا! فألححت عليه، وقلت له: رأينا سماعه- أنا والسمعاني- بكتاب الناسخ والمنسوخ لابن عبيد ملحقا على رقعة ملصقا بالكتاب، وكتاب «الفصل» لداود بن المجبر، كان سماعه إلى البلاغ بخط ابن خيرون، فأتمّ هو السماع للجميع بخطّه؟
فقال: نعم! وغير ذا؟! وذكر المجلس عن الحرفي، فقال: قطّ لم يسمع منه، وأخرجه في جزازة له بخطّه، قالوا له: فأين كان إلى الساعة؟ قال: كان قد ضاع، وجدته الآن. وقال