رأيت بخط الشيخ أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أحمد بن الخشّاب رحمه الله: حكى لي محمد بن محمد بن قزما الإسكافي، عن شيخنا أبي الكرم المبارك بن فاخر بن يعقوب النحويّ المعروف بابن الدبّاس أنه كان يكرم المتردّدين إليه لطلب العلم بالقيام لهم في مجلسه، وكان الشيخ أبو زكريا يحيى بن علي يأبى ذلك وينكره عليه وعلى غيره ممّن يعتمده وينشد: قصّر بالعلم وأزرى به ... من قام في الدرس لأصحابه قال الشيخ أبو محمد: ولعمري إنّ حرمة العلم آكد من حرمة طالبه، وإعزاز العلم أبعث لطلبه، وبحسب الصبر على مرارة طلبه تحلو ثمرة مكتسبه. وكان الشيخ أبو الكرم بن الدبّاس رحمه الله يجمع إلى هذا، التساهل في الخطاب إذا أخذ خطّه على ظهر كتاب، ويقصد بذلك اجتذاب الطلّاب، لأن النفوس تميل إلى هذا الباب. (معجم الأدباء) . [١] المنتظم، (معجم الأدباء) . [٢] وقال ابن السمعاني: وأخبرني أبو محمد ابن بنت الشيخ أبي منصور المقرئ النحويّ أنه قرأ عليه «شرح كتاب سيبويه» للسيرافي، في مدّة آخرها مستهلّ رجب سنة أربع وخمسمائة، والله أعلم. (نزهة الألبّاء ٢٨٣) . ووقع في (معجم الأدباء ١٧/ ٥٤) أنه مات سنة خمسين وخمسمائة. وهذا غلط. [٣] وردت هذه الترجمة في الأصل بعد ترجمتي (يوسف بن تاشفين) و (المبارك بن فاخر) فقدّمتها إلى هنا مراعاة للترتيب. ولم أجد مصدرا للترجمة.