وقال ابن أبي يعلى: وحكي لي أنه لما دخل إلى دار بعض السلاطين مكرها، مع جملة من الصّنّاع، أنه أدخل إلى بيت في دار تعمّر. وكان في البيت صور من الإسفيداج مجسّمة، فقيل له: تعمل في هذا البيت؟ فقال: نعم. فلما خرجوا عنه وخلا بنفسه أخذ الفأس، وعمد إلى الأداة التي تكون للصنّاع للعمل، وكسر الصّور كلّها بها. فلما جاء العرفاء ورأوا ما فعل استعظموا ذلك منه، وقيل له: كيف أقدمت على فعل هذا في دار هذا السلطان، وقد أنفق على هذه مالا؟ فقال: هذا منكر، والله أمر بكسره، والآن قد فعلت ما تعيّن عليّ من الإنكار، أو كلاما هذا معناه. فانتهى أمره إلى السلطان، وقيل له: هذا رجل صالح، مشهور بالديانة، وهو من أصحاب ابن الفرّاء. فقال: يخرج ولا يتكلّم، ولا يقال له شيء يضيق به صدره، ولا يجاء به إلى عندنا. فلما أخرج ترك عمل الجصّ، ولازم المسجد يقرئ القرآن، ويؤمّ الناس. [٢] طبقات الحنابلة ٢/ ٢٥٦، ٢٥٧، الذيل ١/ ١٠٥. [٣] وقال ابن أبي يعلى: «وكان عفيفا لا يأخذ من أحد شيئا، ولا يطلب ولا يسأل أحدا حاجة لنفسه من أمر الدنيا، مقبلا على نفسه وشأنه، مشتغلا بعبادة ربّه، كثير الصوم والصلاة» (٢/ ٢٥٥) . [٤] انظر عن (أحمد بن المظفّر) في: المنتظم ٩/ ١٦٤ رقم ٢٦٥ (١٧/ ١١٨ رقم ٣٦٨٧) ، والعبر ٤/ ٦، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٧، والمغني في الضعفاء ١/ ٦٠ رقم ٤٦٣، وميزان الاعتدال ١/ ١٥٧ رقم ٦٢٢، وسير أعلام النبلاء ١٩/ ٢٤١، ٢٤٢ رقم ١٤٩، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣/ ٢٥٥، ومرآة الجنان ٣/ ١٧٣، ولسان الميزان ١/ ٣١١، وشذرات الذهب ٤/ ٧.