إن كنت تبغي الرشاد محضا ... في أمر دُنياك والمَعَادِ فخالِفِ النَّفْس فِي هواها ... إن الهوى جامع الفساد (البداية والنهاية ١٠/ ١٤٤) . وكان لدى غيث جزء من كتاب «تلخيص المتشابه» للخطيب سمعه عليه بصور سنة ٤٦١ هـ-. (تلخيص المتشابه في الرسم- تحقيق سكينة الشهابي- ج ١/ ٤٧) والجزء هو ١٣ ضمن مجموع ٩٥، ورقة ١٣٤- ١٥١. [١] وكان مولده في ١٩ شعبان سنة ٤٤٣ هـ-. [٢] وقال ابن عساكر: قدم علينا بأخرة فأقام عندنا إلى أن مات. سمعت منه، ومن جملة شعره: عجبت وقد حان توديعنا ... وحادي الركائب في إثرها ونار توقّد في أضلعي ... ودمع تصعّد من قعرها فلا النار تطفئها أدمعي ... ولا الدمع ينشف من حرّها (تاريخ دمشق ٣٤/ ٣٧٨- ٣٨٠) . ويقول خادم العلم «عمر تدمري» . إن ابن عساكر اعتمد على كتاب «غيث» (تاريخ صور) فنقل منه كثيرا من التراجم وأودعها في (تاريخ دمشق) ، وبذلك حفظ لنا قسما كبيرا من كتاب غيث الّذي لم يتمّ، وهذا يلاحظه كل من قرأ (تاريخ دمشق) . [٣] وممن سمعه: أبو الفضل محمد بن طاهر المعروف بابن القيسراني وهو بصور: يقول: «طرابلس من غير ألف» . (الأنساب المتّفقة ١٠) . أنشده أبوه لنفسه شعرا بصور منه: ألا إنّ خير الناس بعد محمد ... وأصحابه التابعين بإحسان أناس أراد الله إحياء دينه ... لحفظ الّذي يروي عن الأول الثاني (أدب الإملاء ١٥٤) . وأنشده بصور: محمد بن علي بن محمد بن حباب الدرزي الشاعر الصوري، وقد دوّن وكتب له بخطّه منه كثيرا، وقرأ غيث منه عليه، ومن شعره: يا طيف مالكة الفؤاد ... كيف اهتديت بغير هاد؟ (تاريخ دمشق ٣٩/ ١٣) . وأنشده أيضا قوله: صبّ جفاه حبيبه ... وحلاله تعذيبه (تاريخ دمشق ٣٩/ ١٤) . وسمع غيث على كثير من الشيوخ وخاصّة من كان منهم يمرّ بصور، أذكر منهم: بندار بن محمد الفارسيّ الصوفي، وملكة بنت داود بن محمد العالمة الصوفية، ومروان بن عثمان الصقلّي المغربي، وعمر بن عبد الباقي الموصلي الورّاق، ومحمد بن الحسن الأسنباذي