[٢] قال السبكي: وددت لو قال: «وفي الشعر الأديب البحتري» ، وسلم من لفظ التشاعر، ومن تنكير البحتري. (الطبقات ٧/ ٩) . [٣] قال أبو سعد ابن السمعاني في (الأنساب ٧/ ١٤٠) : «وإما والدي الإمام أبو بكر مُحَمَّد بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجبار السمعاني، رحمه الله، ابن أبيه، وكان والده يفتخر به، ويقول على رءوس الأشهاد في مجلس الإملاء: محمد ابني أعلم مني، وأفضل مني. تفقّه عليه، وبرع في الفقه، وقرأ الأدب على جماعة، وفاق أقرانه، وقرض الشعر المليح، وغسّله في آخر أيامه، وشرع في عدّة مصنّفات ما تمّم شيئا منها، لأنه لم يمتّع بعمر، واستأثر الله تعالى بروحه، وقد جاوز الأربعين بقليل، سافر إلى العراق والحجاز، ورحل إلى أصبهان لسماع الحديث، وأدرك الشيوخ والأساتيد العالية، وحصّل النسخ والكتب، وأملى مائة وأربعين مجلسا في الحديث من طالعها عرف أن أحدا لم يسبقه إلى مثلها» . وقال ابن الجوزي: «وقد رأيت من إملائه، فإنه لم يقصر، وكان عالم بالحديث، والفقه، والأدب، والوعظ ... قال شعرا كثيرا ثم غسله فلم يبق إلا القليل. وكتبت إليه رقعة فيها أبيات شعر، فكتب الجواب، وقال: فأمّا الأبيات فقد أسلم شيطان شعري. وأدركته المنيّة وهو ابن ثلاث وأربعين سنة وأشهر» . (المنتظم) . وقال ابن الصلاح: «أملى أبو بكر مائة واثنين وأربعين إملاء يقع في مجلّدات ثلاث، لم يسبق- فيما علمناه- بمثلها، تكلّم فيها على إسناد الحديث تبيينا لما يستحقّه من وصف الصحة وغيره، وتظريفا في بعض الأحايين، وعلى رواته ببيان أحوالهم، وما يستحسن من حكاياتهم، وعلى متن الحديث بإبانة فقهه، كثير الرواية لما يشهد من الآثار والأخبار، لما بيّنه من معانيه. أنبئونا عن أبي طاهر محمد بن أبي بكر السنجي، عنه أنه قال: جملة القول في دخول الحمّام أنه مباح للرجال بشرط ستر العورة، وغضّ البصر، ومكروه للنساء إلا عند العذر من النفاس والمرض، وإنما كره للنساء لما بني أمرهنّ عليه من المبالغة في الستر، ولما في وضع ثيابهنّ في غير بيوت الأزواج من الهتك، ولما في خروجهن واجتماعهن من الفتنة والشرّ. وأنشد لبعهضم: دهتك بعلّة الحمّام نعم ... ومال بها الطريق إلى يزيد