للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [١] .

وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [٢] : نا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْحَاقَّةِ فَجَعَلْتُ أُعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ شَاعِرٌ، كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ، فَقَرَأَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ ٦٩: ٤٠- ٤١ [٣] الْآيَاتِ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي الإِسْلامُ كُلَّ مَوْقِعٍ [٤] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: ضَرَبَ أُخْتِي الْمَخَاضُ لَيْلا، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَرَّةٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْحِجْرَ، وَعَلَيْهِ تُبَّانٌ [٥] ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ، فَخَرَجَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا» ؟ قُلْتُ: عُمَرُ، قَالَ: «يَا عُمَرُ مَا تَدَعُنِي لَيْلًا وَلَا نَهَارًا» ، فَخَشِيتُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيَّ فَقُلْتُ: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: «يَا عُمَرُ أَسِرَّهُ» . قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُعْلِنَنَّهُ، كَمَا أَعْلَنْتُ الشّرك [٦] .


[١] صحيح البخاري ٤/ ١٩٩ كتاب المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ٢٦٩، ٢٧٠، وابن الجوزي في مناقب عمر ١٨ الباب الحادي عشر، في ظهور الإسلام بإسلامه.
[٢] ج ١/ ١٧.
[٣] سورة الحاقّة- الآية ٤٠.
[٤] انظر الخبر بأطول مما هنا في أسد الغابة، ومجمع الزوائد ٩/ ٩٢، عيون الأثر ١/ ١٢٥، صفة الصفوة ١/ ٢٦٨، ٢٦٩ وقد أخرج هذا الحديث: الطبراني في المعجم الأوسط، ورجاله ثقات إلّا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر.
[٥] سروال صغير.
[٦] مناقب عمر لابن الجوزي ١٥.