للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أحمد بن ثعبان: انصرفت من مكَّة، فلقِيَني منصور بن الخيّر فقال: ما فعل أبو معشر؟ قلت: توفّي. فلمّا حجّ رجع إلى الأندلس وقال: قرأت على أبي معشر [١] .


[١] وقال ابن عساكر في رجال مالقة: ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة، وكان أبو جعفر بن الناووس يتهمه ويقول إنه كان يزيد في سنّه ويدّعي في القراءة ما لم يسمعه.
وقال أبو علي الترمذي: تكلّم ابن الناووس في منصور هذا وأبلغ وأظهر التعسّف في أمره، فأخبرني أبو بكر بن أبي نصر، عن المحدّث أبي بكر بن زروق أنه ناظر ابن الناووس في أمر أبي علي حتى يذعن له أبو جعفر قال أبو علي منصور هذا قد وثّقه الأشياخ منهم أبو بكر بن زروق وصحّحوا روايته، وأخبرني أبو القاسم السهيليّ أنه وقف على إجازة لأبي معشر لأبي علي منصور عند بعض أهل مالقة. قال: وقد رحل إليه أبو عبد الله النميري، وتلا عليه القرآن، فأقرّه على ابن الناووس ولم يهمّ بشيء من روايته، ولا شك أن النميري أتمّ معرفة ومعه ابن الناووس. وقد روى الأستاذ أبو محمد القرطبي بالسبع عن أبي القاسم بن دحمان، عن منصور، وكان أعرف الناس بهذا الفن، ونظم أمره في قصيدته المشهورة فقال بعد صدر منها:
وأشياخ منصور علي بن جماعة ... ولابن شريح فيهم المنصب العالي
تلا السبع بالكافي عليه محصّلا ... وحسبك بالكافي مفسّر أشكال
وقال بلقيا الطبري بمكة ... أبي معشر ما شاء من درك أمال
روى عنه تلخيص اليمان رواية ... وعرضا فلا تحفل بقيل ولا قال
قال: وأشار بهذا إلى ما قيل فيه من قصة ابن الناووس، والله أعلم، (لسان الميزان ٦/ ٩٤، ٩٥) .