للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان بارعًا في معرفة النّجوم والوقت، بارعًا في الموسيقى وفي الشَّعر، حاذقًا بلعب الشّطرنج. وله رسالة مشهورة في الأسطُرلاب. وله كتاب «الوجيز» في علم الهيئة، وكتاب «الأدوية المفردة» ، وكتاب في المنطق، وكتاب «الانتصار» في أصول الطّب.

صنَّف بعضها في سجن الأفضل [١] .

وقيل إنّ أمير الإسكندرية حبسه مُدَّةً لأنّه قدِم إلى الإسكندرية مركبٌ موقَر نحاسًا، فغرق وعجزوا عن استخراجه، فقال أبو الصَّلْت: عندي فيه حيلة.

فطاوعه الأمير، وبذل له أموالًا لعمل الآلات، وأخذ مركبًا كبيرًا فارغًا، وعمل على جنبيه دواليب بحبال حرير، ونزل الغطّاسون، فأوثقوا المركب الغارق بالحبال، ثمّ أُديرت الدّواليب، فارتفع المركب الغارق بما فيه إلى أن لاطخ المركب الّذي فيه الدّواليب وتمّ ما رامه، لكن انقطعت الحبال وهبط، فغضب الأمر للغرامة وسجنه [٢] .

ومن شِعره:

إذا كان أصلي من تُراب فكلُّها ... بلادي، وكُلُّ العالمين أقاربي

ولا بُدّ لي أن أسأل العِيسَ حاجَةً ... تشُقَّ على شُمّ الذُّرَى والغَوارِبِ [٣]

وله:

وقائلةٍ: ما بالُ مثلِكَ خامِلٌ [٤] ؟ ... أأنت ضعيفُ الرّأي، أم أنتَ عاجزُ؟

فقلت لها: ذنبي إلى القوم أنّني ... لما لم يحُوزُوه من المجدِ حائزُ [٥]

وله:

ومُهَفْهَفٍ تركتْ محاسنُ وجهِهِ ... ما مَجَّهُ في الكأسِ من إبريقه


[١] انظر: معجم الأدباء ٧/ ٦٤، ووفيات الأعيان ١/ ٢٤٧.
[٢] عيون الأنباء ٢/ ٥٢.
[٣] البيتان في: وفيات الأعيان ١/ ٢٤٤، ومرآة الجنان ٣/ ٢٥٤.
[٤] في مرآة الجنان، وعيون التواريخ: «خاملا» .
[٥] البيتان في: مرآة الجنان، وعيون التواريخ، وزاد في وفيات الأعيان ١/ ٢٤٤ بيتا ثالثا:
وما فاتني شيء سوى الحظّ وحده ... وأما المعالي فهي عندي غرائز