[١] قال ابن الأثير: أقام مدّة ببغداد يعظ، وسار إلى خراسان، فمات ببسطام، وكان إماما فاضلا صالحا، وكان بينه وبين علي الغزنويّ تحاسد، فلما مات حضر الغزنوي عزاءه ببغداد وبكى وأكثر، فقال بعض أصحاب أبي الفتوح للغزنوي كلاما أغلظ له فيه، فلما قدم الغزنوي لامه بعض تلامذته على حضور العزاء وكثرة البكاء وقال له: كنت مهاجرا لهذا الرجل، فلما مات حضرت عزاءه وأكثرت البكاء وأظهرت الحزن؟ قال: كنت أبكي على نفسي، كان يقال فلان وفلان، فمن يعدم النظير أيقن بالرحيل، وأنشد هذه الأبيات: ذهب المبرّد وانقضت أيّامه ... وسينقضي بعد المبرّد ثعلب بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباق نصفه فسيخرب فتزوّدوا من ثعلب، فبمثل ما ... شرب المبرّد عن قليل يشرب أوصيكم أن تكتبوا أنفاسه ... إن كانت الأنفاس ممّا يكتب (الكامل في التاريخ ١١/ ٩٦، ٩٧) وانظر الأبيات في (المنتظم ١٠/ ١١١، ١١٢/ ١٨، ٣٧) . [٢] في الأصل بياض. والمستدرك من (سير أعلام النبلاء ٢٠/ ١٤٠) وفيه: «بثّ السّرّ» .