للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن بشكوال [١] : كان من جلّة المقرءين، معدودًا [٢] في الأدباء والمحدّثين، خطيبًا، بليغًا، حافظًا، محسنًا، فاضلًا، مليح الخطّ، واسع الخُلُق. سمع منه النّاس كثيرًا، ورحلوا إليه. واستُقْضى ببلده، ثمّ صُرِف عَن القضاء. لقِيتُه سنة ستّ عشرة وخمسمائة، فأخذت عنه. وقال لي: مولدي في ربيع الأوّل سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.

وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.

زاد غيره فقال: في الثّالث والعشرين منه، في صدر الفتنة الّتي حدثت على المسلمين بالأندلس. وكانت جنازته مشهودة.

واشتهرت رواية شُرَيح بالأندلس.

وحدَّث عنه: أبو جعفر أحمد بن عليّ الحصّار، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن مِقدام الرُّعَيْنيّ، وهو آخر من قرأ عليه القرآن. تُوُفّي سنة أربع وستّمائة.

وتُوُفّي ابن الحصّار في سنة ثمانٍ وتسعين، وليس هو بشيخ علم الدّين اللُّورَقيّ، ذاك عاش بعد ذا عشر سِنين.

وروى عنه: إبراهيم بن محمد بن ملكون النَّحْويّ، وإبراهيم بن محمد الأمويّ الطّريانيّ، ومحمد بن عبد الله بن الغاسل، واعتمد عليه في القرآن، وأبو بكر محمد بن خير اللَّمْتُونيّ المقرئ، ومحمد بن جعفر بن حُمَيْد بن مأمون البَلَنْسِيّ، وأبو بكر محمد بن الجدّ الفِهْريّ الحافظ، ومحمد بن إبراهيم الفخّار، نزيل مَرّاكُش، ومحمد بن يوسف بن مُفَرّج الإشبيليّ، نزل تِلِمْسان، وأقرأ عنه القراءات، وبقي إلى سنة ستّمائة، ومحمد بن عليّ بن حَسْنُونَ الكُتَاميّ البيّاسيّ، وأقرأ أيضًا عنه القراءات، وتُوُفّي سنة أربعٍ وستّمائة عَنْ سِنٍّ عالية، ومحمد بن جابر الثّعلبيّ المعروف بابن الرماليَّة الغَرْناطيّ، ونَجَبَة بن يحيى الإشبيليّ المقرئ، وأبو محمد عبد الله بن عُبَيْد الله الحَجْريّ، وعبد الله بن أحمد بن جُمْهُور القَيْسيّ، وأبو محمد عبد الله بن علوش نزيل مَرّاكُش، وأبو


[١] في الصلة ١/ ٢٣٤.
[٢] في الأصل: «معدود» .