للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرْسُوفيّ صَدُوقٌ إن شاء الله.

وقد ذكرنا قصَّتَه وكيف [تنقّل في البُلْدان في طلب الْهُدَى، إلى أن وقع في الأسر بالمدينة، وكيف] [١] كاتَبَ مولاه.

قَالَ أَبُو عبد الرحمن القاسم [٢] : إنّ سَلْمان زار الشّامَ، فصلّى الإمامُ الظُّهْرَ، ثمّ خرج، وخرج النّاس يَتَلَقَّوْنَهُ كما يُتَلَقَّى الخليفةُ، فلَقِيناه وقد صلّى بأصحابه العصْرَ وهو يمشي، فوقفنا نسلِّم عليه، فلم يبق فينا شريفٌ إلّا عَرَض عليه أن ينزل به، فَقَالَ: جعلتُ على نفسي مرَّتي هذه أنْ أنزِل على بشير بن سعد، وسأل عن أبي الدَّرْداء، فقالوا: هو مُرَابطٌ، قَالَ: أين مُرابطكم؟ قالوا: بيروت، فتوجَّه قِبَلَه [٣] .

وَقَالَ أبو عُثْمَانُ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ، تداولني بضعة عشر من ربّ إلى ربّ. أخرجه البخاريّ [٤] .


[١] ما بين الحاصرتين زيادة عن منتقى الأحمدية.
[٢] هو القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشاميّ. قال في تهذيب التهذيب ٨/ ٣٢٣ ( ... قال أبو زرعة الدمشقيّ: ذكرت لأحمد حديثا حدّثنا به محمد بن المبارك الصّوري عن ... قال) قدم علينا سلمان دمشق. فأنكره أحمد وقال لي: كيف يكون لَهُ هذا الّلقاء وهو مولى خالد بن يزيد بن معاوية؟ قال: فأخبرت عبد الرحمن بن إبراهيم بقول أبي عبد الله، فقال لي: كان القاسم مولى لجويرية بنت أبي سفيان، فورث بنو يزيد بن معاوية ولاءه، فلذلك يقال: مولى بني يزيد بن معاوية. وفي (تاريخ ابن عساكر تحقيق دهمان ١٠/ ١٥٤) : (بشير بن سعد، نزل عليه سلمان الفارسيّ ضيفا لما قدم دمشق) . ثمّ روى ابن عساكر الخبر عن القاسم بن عبد الرحمن.
[٣] تاريخ أبي زرعة ١/ ٢٢١، ٢٢٢ رقم ٢٠٧، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ١٦/ ٩٢، التهذيب ٦/ ١٩٠.
[٤] في مناقب الأنصار (٣٩٤٦) باب إسلام سلمان، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ١/ ١٩٥، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ٢/ ٥٧، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦/ ٩٧، التهذيب ٦/ ١٩٩، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١/ ٥٣٤.