«في ن. م. عن ذيل ابن السمعاني: قال ابن السمعاني: سألته عن مولده، فقال سنة ٤٧٩ هـ. وكذلك ورد مثل هذا التاريخ في (لسان الميزان ج ٥ ص ٢٦٣) ، بينما جاء في (معجم البلدان، وملخص تاريخ الإسلام) كما في التحبير» . ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» . إن ما جاء في المطبوع من التحبير، وفي معجم البلدان هو سنة «تسع» ، على خلاف ما يوحي كلام الأستاذة منيرة من وجود اختلاف بين المصادر حول تاريخ السنة، فليراجع. [١] ج ٢/ ١٦٠، ١٦١. [٢] وقال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في (تاريخ خوارزم) في: دخل خوارزم واتّخذ بها دارا وسكنها مدة ثم تحوّل إلى خراسان، وكان عالما حسنا، حسن الخط والحفظ، لطيف المحاورة، خفيف المحاضرة، طيّب المعاشرة.. ولولا تخبّطه في الاعتقاد، ومطله إلى هذا الإلحاد لكان هو الإمام، وكثيرا ما كنا نتعجّب من وفور فضله، وكمال عقله، كيف مال إلى شيء لا أصل له، واختار أمرا لا دليل عليه لا معقولا ولا منقولا، ونعوذ باللَّه من الخذلان والحرمان من نور الإيمان، وليس ذلك إلّا لإعراضه عن نور الشريعة، واشتغاله بظلمات الفلسفة، وقد كان بيننا محاورات ومفاوضات، فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذّبّ عنهم. وقد حضرت عدّة مجالس من وعظه فلم يكن فيها لفظ: قال الله، ولا قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم ولا جواب عن المسائل الشريعة، والله أعلم بحاله. وخرج من خوارزم سنة ٥١٠، وحجّ في هذه السنة، ثم أقام ببغداد ثلاث سنين، وكان له مجلس وعظ في النظامية، وظهر له قبول عند العوام، وكان المدرّس بها يومئذ أسعد الميهني، وكان بينهما صحبة سالفة بخوارزم قرّبه أسعد لذلك. سمعت محمد بن عبد الكريم يقول: سئل يوما في محلّة ببغداد عن سيّدنا موسى، عليه السلام، فقال: التفت موسى يمينا ويسارا، فما رأى من يستأنس به صاحبا ولا جارا، فآنس من جانب الطور نارا، خرجنا نبتغي مكة حجّاجا وعمّارا، فلما بلغ الحياة حاذى جملي جارا، فصادفنا بها ديرا ورهبانا وخمّارا. وكان قد صنّف كتبا كثيرة في علم الكلام، منها: كتاب نهاية الإقدام، وكتاب الملل والنّحل، وكتاب غاية المرام في علم الكلام، وكتاب دقائق الأوهام، وكتاب الإرشاد إلى عقائد العباد، وكتاب المبدإ والمعاد، وكتاب شرح سورة يوسف بعبارة لطيفة فلسفية. وكتاب الأقطار في الأصول. ثم عاد إلى بلده شهرستان فمات بها في سنة ٥٤٩ أو قريبا منها، ومولده سنة ٤٦٩ (معجم البلدان ٣/ ٣٧٧) . وقال السبكي: وفي تاريخ شيخنا الذهبي أن ابن السمعاني ذكر أنه كان متّهما بالميل إلى أهل القلاع يعني الإسماعيلية والدعوة إليهم والنصرة لطامّاتهم، وأنه قال في (التحبير) إنه متّهم بالإلحاد والميل إليهم، غال في التشيّع. انتهى مختصرا. فأمّا (الذيل) فلا شيء فيه من ذلك، وإنما ذلك في (التحبير) وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني، فإن تصانيف أبي الفتح دالّة على خلاف ذلك، ويقع لي أنّ هذا دسّ على ابن السمعاني في كتابه (التحبير) وإلا فلم يذكره