للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَانَ ذُو الْكَلَاعِ سَيِّدَ قَوْمِهِ، شَهِدَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَفَتَحَ دِمَشْقَ، وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ [١] .

روى عن عُمَر، وغيرِ واحد.

روى عنه أبو أزهر بن سعيد، وزامل بْن عَمْرو، وأبو نوح الحمْيَرِيّ.

والدليل على أنّه لم ير النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْيَمَنِ، فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: ذَا الْكَلاعِ، وَذَا عَمْرٍو، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلا مَعِي، حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، فَسَأَلْنَاهُمْ، فَقَالُوا: قُبِضَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ. الحديث رواه مُسْلِمٌ [٢] .

وروى علوان بن دَاوُد، عن رجلٍ قَالَ: بعثني أهلي بهدّيةٍ إِلَى ذي الكَلاع، فلبِثْتُ على بابه حَوْلًا لَا أصل إليه، ثُمَّ إِنَّهُ أشرف من القصر، فلم يبق حوله أحدٌ إلّا سجد له، فأمر بهديّتي فقبلت، ثمّ رأيته بعد في الْإِسْلَام، وقد اشترى لحمًا بدِرهم فسَمَطَه على فرسه [٣] .

وَرُوِيَ أنّ ذا الكلاع لمّا قدم مكة كان يتلثم خشية أن يفتنن أحدٌ بحُسْنه [٤] . وكان عظيم الخطر عند مُعَاوِيَة، وربّما كان يعارض معاوية، فيطيعه معاوية [٥] .


[ () ] مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم» ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٥/ ٢٧٠) .
[١] تهذيب تاريخ دمشق ٥/ ٢٧٠.
[٢] وأخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ١/ ٤٨٥.
[٣] تهذيب تاريخ دمشق ٥/ ٢٧٠، ٢٧١.
[٤] انظر تهذيب تاريخ دمشق ٥/ ٢٧١.
[٥] قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب ١/ ٤٨٥، ٤٨٦ «وكان ذو الكلاع القائم بأمر معاوية في حرب صفّين، وقتل قبل انقضاء الحرب، ففرح معاوية بموته، وذلك أنه بلغه أن ذا الكلاع ثبت عنده